في زمنٍ يكثر فيه الكلام ويقلّ فيه الإنجاز، يثبت نصر المفلحي، مسؤول الرقابة على الخدمات في مديرية التواهي، أنه رجل مرحلة بامتياز؛ رجلٌ اختار أن تكون بصمته في الميدان لا في المنابر، وأن يُقاس حضوره بما يُنجز لا بما يُقال عنه.
لم يكن طريق النجاح مفروشًا بالتصفيق، فكل إنجازٍ حقيقي تحيط به سهام الحاقدين ونعيق المُرجفين. ومع ذلك، مضى المفلحي ضاربًا عرض الحائط بكل محاولات التشويش، متسلّحًا بإرادة صلبة وحسٍّ عالٍ بالمسؤولية العامة، واضعًا مصلحة المديرية فوق كل اعتبار.
وسور مجمّع التواهي شاهدٌ حيّ على هذه الروح العملية؛ إذ بادر المفلحي، وبجهودٍ شخصية خالصة، إلى إعادة طلائه، متكفّلًا بكلفة المواد وأجور العمّال، في رسالة واضحة مفادها أن الخدمة العامة لا تنتظر الميزانيات بقدر ما تحتاج رجالًا يؤمنون بالفعل. مبادرة بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في دلالتها: احترام المكان، وصون الصورة الحضارية للمديرية، وترسيخ ثقافة المبادرة.
ولأن العمل العام لا يكتمل إلا بتكامل الجهود، وضع نصر المفلحي يده بيد فضيلة القاضي وجدي محمد علوان، في نموذجٍ راقٍ للتعاون المؤسسي الذي يثمر نتائج ملموسة على الأرض، ويعكس وعيًا بأن الشراكة هي طريق النجاح الأقصر والأبقى.
إن ما يميّز المفلحي ليس الحيوية وحدها، بل الاستمرارية، والإصرار على تحويل النقد إلى دافع، والحسد إلى وقودٍ للمزيد من العطاء. هكذا تُصنع القيادات الخدمية: حضورٌ ميداني، مبادرات إنسانية، وعملٌ صامت لا يلتفت إلى الخلف.
سر إلى الأمام يا نصر، فالتاريخ لا يكتب أسماء المصفّقين، بل يخلّد صانعي الأثر.