من نيويورك إلى أوروبا.. جاليات الجنوب تحتشد دوليًا دعمًا لاستعادة دولة الجنوب العربي
السبت - 20 ديسمبر 2025 - 12:20 ص
صوت العاصمة / تقرير / منير النقيب
تنظم الجاليات الجنوبية في المهجر، السبت، 20 ديسمبر 2025 م مسيرات ومظاهرات شعبية سلمية متزامنة في مدينة نيويورك أمام مقر الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من العواصم الأوروبية، أبرزها أمستردام ولندن وبرلين، في تحرك جماهيري واسع يعبّر عن دعم أبناء الجنوب العربي لجهود القوات المسلحة الجنوبية في تحرير وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة، وتجديد التمسك بالمسار السياسي المفضي إلى إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.
ويأتي هذا الحراك الشعبي الخارجي في ظل تصاعد الحضور الجنوبي في المشهدين الإقليمي والدولي، حيث بات صوت الجنوب يُسمع اليوم بوضوح في المحافل العالمية، من خلال تحركات سلمية منظمة تنقل مطالب الشعب الجنوبي من ساحات الاعتصام في الداخل إلى منصات القرار الدولي، مؤكدة أن قضية الجنوب لم تعد محصورة في الجغرافيا، بل أصبحت قضية رأي عام عابرة للحدود.
ويصف منظمو المسيرات هذه الخطوة بأنها محطة مفصلية ورسالة سياسية واضحة، تعكس وحدة الإرادة الجنوبية في الداخل والخارج، وتؤكد تطلع أبناء الجنوب إلى إنهاء المرحلة الراهنة، والانتقال إلى مرحلة الحسم السياسي عبر استعادة وإعلان الدولة الجنوبية العربية المستقلة، بقيادة جنوبية تعبّر عن الإرادة الشعبية الحرة.
وفي هذا السياق، توجه الجاليات الجنوبية في المهجر نداءً عاجلًا إلى القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، لاتخاذ خطوات حاسمة تتناسب مع حجم التضحيات والتفويض الشعبي الواسع، واستكمال مسار استعادة الدولة على أسس سياسية وقانونية واضحة.
ويؤكد متابعون جنوبيون في الخارج أن للجاليات الجنوبية دورًا محوريًا وفاعلًا في إيصال قضية الجنوب إلى الرأي العام الدولي، معتبرين أن الحضور الجنوبي في العواصم العالمية يمثل إحدى الركائز الاستراتيجية لترسيخ عدالة القضية الجنوبية، وطرحها بلغة سياسية وإعلامية مسؤولة، تؤكد أن قضية شعب الجنوب هي قضية شعب وأرض وهوية.
كما شدد المنظمون على أهمية توحيد الجهود الجنوبية في المهجر، وتعزيز الدعم السياسي والإعلامي لكافة الخطوات التي تتخذها القيادة الجنوبية، بما يعكس الإرادة الجمعية لأبناء الجنوب، ويعزز من فرص كسب التأييد الدولي لمطالبهم العادلة.
وفي رسالتهم إلى المجتمعين الدولي والإقليمي، يؤكد أبناء الجنوب أن إعلان دولة الجنوب العربي يمثل حقًا سياسيًا مشروعًا نابعًا من إرادة شعبية جامعة، داعين إلى الاستماع لصوت الشارع الجنوبي، سواء في ميادين الحراك السلمي داخل الوطن أو في ساحات الاحتجاج الحضاري خارجه، والعمل على تلبية تطلعات شعب ينشد السلام والاستقرار.
وتحمل التحركات الجنوبية السلمية في الخارج رسالة حضارية مفادها أن نضال شعب الجنوب يقوم على أسس سياسية مشروعة، وإرادة شعبية واضحة، ومسار نضالي سلمي، مع التأكيد على ضرورة اضطلاع أبناء الجنوب في المهجر بدور إيجابي وفاعل في دعم جهود تحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب بكافة أشكاله.
ويعمل ناشطو الجاليات الجنوبية على الوصول إلى منصات الإعلام والرأي العام في الدول المضيفة، بهدف حشد تأييد أوسع لعدالة القضية الجنوبية، في وقت تتواصل فيه الحشود الجماهيرية في ساحات الاعتصام بمختلف محافظات ومدن الجنوب، لترسم مشهدًا حضاريًا يعكس معاني السلام، ويبعث برسالة سياسية واضحة للعالم تؤكد تمسك شعب الجنوب بحقه في تقرير المصير، ودعمه لتوجهات المجلس الانتقالي الجنوبي في مسار إحلال السلام والأمن والاستقرار.
ومنذ سنوات، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية، أداء دور محوري في الدفاع عن الجنوب، ومواجهة التنظيمات الإرهابية وميليشيا الحوثي، ضمن معركة مفتوحة لترسيخ الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة، في إطار مشروع وطني جنوبي يسعى إلى بناء دولة مستقلة قادرة على حماية أرضها وصون سيادتها