الجنوب العربي من التوصيف إلى القرار وبدء معركة الاعتراف الدولي
السبت - 20 ديسمبر 2025 - 11:59 م
صوت العاصمة / كتب / هاني مسهور
اليوم 20 ديسمبر 2025 يبدأ الشعب بالمطالبة العلنية والرسميّة باعتراف المجتمع الدولي باستعادة دولة الجنوب العربي، بحدودها السياسية القائمة قبل 22 مايو 1990، وفق حق تقرير المصير الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة، وكرّسته السوابق الدولية في تفكك يوغسلافيا، وتشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفيتي، ودول البلقان، وما سبق من فك ارتباط مصر مع السودان ومصر وسوريا في النماذج العربية.
لسنا بصدد فتح نقاش جديد، ولا إعادة طرح سؤالٍ استُهلك طويلًا، نحن نعلن انتقال القضية الجنوبية من مرحلة التوصيف إلى مرحلة القرار، ومن إدارة الأزمة إلى بناء الدولة، فالانتظار لم يعد خيارًا، وتأجيل المطلب لم يعد قراءة واقعية، بل تحوّل إلى أداة لإبقاء الجنوب في منطقة رمادية لا تُنتج دولة ولا تُنهي صراعًا.
المطالبة بالاعتراف ليست تصعيدًا، بل تثبيت لسقف الصراع.
حين يُعلَن الهدف بوضوح—دولة مستقلة معترف بها دوليًا—تسقط تلقائيًا محاولات الالتفاف، وتنهار صيغ الوصاية، وتُغلق أبواب الحلول المؤقتة التي لا تعيش إلا على الغموض، فلا سيادة تُنتزع بلغة مواربة، ولا دولة تُبنى بالتردد.
اليوم نبدأ لأن الجنوب لا يقدّم نفسه ملفًا إنسانيًا ولا أزمة أمنية، بل قضية تقرير مصير مكتملة الشروط: أرض محددة، شعب بهوية سياسية واضحة، حدود سابقة معترف بها، وسلطة قادرة على فرض الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات البحرية الحيوية التي تشكّل جزءًا من الأمن الدولي.
اليوم نبدأ لأن الاعتراف لا يبدأ من العواصم الكبرى، بل من الداخل، وحين يعلن الجنوب إرادته السياسية صراحة، فإنه يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته القانونية والأخلاقية، ويحوّل الصمت من حيادٍ مريح إلى موقف قابل للمساءلة.
هذه ليست قفزة في المجهول، بل عودة إلى أصل الحق،
دولة الجنوب كانت قائمة ومعترفًا بها، وانتُزعت بالقوة، واليوم يُعلن شعبها أنه يستعيدها بالقرار السياسي.
اليوم نبدأ .. ومن لا يريد أن يفهم هذه اللحظة، فليتنحَّ جانبًا.