كيف يحول دخـ.ـان السجائر المنزل إلى بيئة ملوثة مستمرة؟
الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 01:49 ص
صوت العاصمة : iStock
كشف علماء صينيون عن مخاطر جديدة لدخان التبغ داخل المنازل، مؤكّدين أن تراكمه لا يقتصر على تلويث الطلاء الداخلي فقط، بل يشكّل تهديداً مباشراً لصحة الإنسان.
وتعد هذه الدراسة الأولى التي ترصد بوضوح التحوّل الكيميائي لدخان التبغ ومدة استمرار مشتقاته في تلويث الهواء الداخلي، وفقا لمجلة "Building and Environment".
وأوضح الباحثون أن ما يُعرف بـ الدخان الثالث، أي الرواسب السامة لدخان التبغ التي تمتصها الأسطح مثل الجدران والأثاث والسجاد والستائر، يختلف عن التدخين السلبي المباشر.
ففي حين يُستنشق التدخين السلبي من الهواء مباشرة، يصبح الدخان الثالث جزءاً من البيئة الداخلية نفسها، ويستمر في إطلاق جسيمات وغازات ضارة بشكل ديناميكي، مؤثراً على جودة الهواء مع مرور الوقت.
وباستخدام تقنيات متقدمة لمراقبة الهواء، تمكن خبراء معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع لأكاديمية العلوم الصينية من تتبع انبعاث الجسيمات الدقيقة والغازات من الأسطح الملوثة.
وأظهرت النتائج أن الجسيمات الناتجة عن التدخين السلبي تتشتت بسرعة نسبية، بينما يتحول الدخان الثالث إلى ملوث مستقر يبقى في الهواء لساعات وحتى أيام بعد تدخين سيجارة واحدة، وإن كان بتركيز منخفض، مع تغيّر تركيبته الكيميائية تدريجياً وارتفاع محتواه من مركبات النيتروجين، ما يشير إلى تكوّن مواد أكثر سمية.
كما أكدت الدراسة أن المواد الداخلية المسامية، مثل السجاد الصوفي والتنجيد القماشي، تعمل كخزانات تمتص المواد الكيميائية ثم تطلقها ببطء، مما يقلل فاعلية التهوية ويزيد من مدة تلوث الهواء الداخلي، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء التدخين.