تقارير



قراءة جيوسياسية في تقرير Fair Observer حول اليمن: الجنوب بين مشروعين متصادمين

الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 01:39 ص

قراءة جيوسياسية في تقرير Fair Observer حول اليمن: الجنوب بين مشروعين متصادمين

صوت العاصمة/وكالات


نشرت منصّة Fair Observer الدولية، المتخصّصة في تحليل السياسات العالمية، تقريرًا حول مستقبل الصراع اليمني تحت عنوان:
«طموحات الحوثيين والدولة الجنوبية.. بؤرة اشتعال إقليمي»،
مسلّطة الضوء على تحوّل بنيوي في ميزان القوى يتجاوز النمط التقليدي للتغطيات الغربية.
أولًا: جوهر التحوّل كما يرصد التقرير
يشير التقرير إلى أن المشهد اليمني لم يعد قائمًا على تناقضات داخل دولة واحدة، بل على صراع بين مشروعين إقليميين متعارضين جذريًا:
مشروع عابر للحدود مرتبط بإيران
يقوده الحوثيون، ويتجاوز الجغرافيا اليمنية، معتمدًا على تسليح نوعي، وموطئ قدم بحري، وخطاب توسّعي.
مشروع جنوبي استقلالي، كامن قومي عربي
يستند إلى الجغرافيا والسكان، والقدرة الفعلية على بسط الأمن داخل المحافظات المحررة.
ويلمح التقرير، وللمرة الأولى في خطاب غربي سائد، إلى أن هذا التضاد لم يعد «صراع نفوذ داخل اليمن»، بل معركة على شكل الإقليم ومستقبل أمنه البحري.
ثانيًا: عناصر واقعية تتجاهلها كثير من التحليلات
يرصد التقرير هشاشة مؤسسات الدولة المركزية وانهيار وظيفة «السلطة الشرعية»، مقابل تقدّم بنيوي في قدرة الجنوب على ملء الفراغ. ومن أبرز المؤشرات التي يؤكدها التقرير:
انهيار قدرة مجلس القيادة الرئاسي على إدارة الساحة المحررة.
توسّع الحوثي نتيجة فراغ الحوكمة، لا بفعل «شرعية قضيته».
صعود المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة أمر واقع تمتلك سيطرة مؤسسية.
فشل الأدوات الأممية والدبلوماسية في إنتاج مسار قابل للاستمرار.
انتقال تهديد الحوثي من الداخل اليمني إلى الأمن البحري الدولي.
ثالثًا: لماذا يُعد الجنوب اليوم لاعبًا محوريًا؟
يعترف التحليل الغربي، وإن بدا مترددًا، بمعادلة جديدة مفادها:
لا يمكن بناء أمن الملاحة والطاقة دون شريك يمتلك سلطة فعلية على الأرض.
ومع السيطرة الجنوبية على السواحل والمنافذ، إضافة إلى المؤسسات الأمنية وتأمين مناطق واسعة من الإرهاب وشبكات التهريب، يبدو أن الجنوب بات يحمل مقومات «الدولة الحامية» لمصالح الإقليم والممرات الدولية، لا مجرد طرف محلي في نزاع أهلي.
رابعًا: ما الذي يتجاهله التقرير؟
رغم أهميته، يتجنب التقرير طرح النتيجة المنطقية التي تقود إليها مقدماته:
إن الاعتراف بدولة الجنوب العربي الاتحادية لم يعد مطلبًا سياسيًا فحسب، بل خيارًا واقعيًا لإنهاء الفراغ الذي تستغله شبكات إيران والتنظيمات المتطرفة.
فالاعتراف:
يعيد ضبط بنية الشرعية على الأرض على أسس فاعلة.
يمنح المجتمع الدولي شريكًا قادرًا على تنفيذ التزاماته.
يضع حدًا لدوامة «إصلاح المؤسسات اليمنية» التي لم تولد أصلًا ولن تثمر.
خلاصة جيوسياسية
تؤكد قراءة Fair Observer أن الصراع لم يعد على السلطة في اليمن، بل على شكل الجغرافيا السياسية للإقليم. وفي ظل عجز وانهيار نموذج الدولة اليمنية، وتمدد المشروع الإيراني، وخطر تهديد الملاحة الدولية، فإن التعامل مع الجنوب باعتباره «فاعلًا انتقاليًا» أصبح رفاهية غير واقعية.
السؤال اليوم ليس: هل سيعود الجنوب؟
بل: كيف يمكن دمج هذا الواقع في بنية الأمن الإقليمي دون انفجار الصراع؟
هذه هي اللحظة التي يجب أن تُقرأ فيها المقاربات الدولية الجديدة، لا كتهديد، بل كفرصة لإنتاج منظومة أمن مستقرة وقادرة على الصمود



الأكثر زيارة


عاجل : عقب التحركات الاخيرة .. الجيش السعودي يشن قصفاً عنيفا.

الأحد/21/ديسمبر/2025 - 11:54 م

شنت مدفعية الجيش السعودي، اليوم، قصفاً مركزاً استهدف مواقع وتجمعات تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة آل الشيخ بمديرية منبه الحدودية بمحافظة صعدة


هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت وال.

الأحد/21/ديسمبر/2025 - 04:37 م

كتب/ طلال لزرق تتداول بعض الأطراف تساؤلات حول إمكانية لجوء السعودية لاستخدام القوة، وبالأخص سلاح الطيران، لإخراج قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرم


غادروا عدن فورًا… حين تهرب الحكومة، وتسقط الدولة، ويُدفن وهم.

الأحد/21/ديسمبر/2025 - 07:26 م

بقلم:د. فيروز الولي ليس كل انفصال يحتاج إعلانًا رسميًا أو علمًا جديدًا. بعض الانفصالات تبدأ بـ توجيه إداري عاجل، وجملة باردة: “على جميع الوزراء مغادرة


وفاة المناضل عبدالحكيم فاضل إثر نوبة قلبية مفاجئة في عدن.

الأحد/21/ديسمبر/2025 - 01:30 ص

توفي المناضل عبدالحكيم فاضل، أحد أبناء حالمين – العمري، إثر نوبة قلبية مفاجئة أثناء مشاركته مع جماهير ردفان في ساحة الاعتصام بالعاصمة عدن. وبحسب مصادر