اصطفاف مؤسسي يعزّز مسار الجنوب: لماذا يُعدّ إعلان تأييد الوزراء والمحافظين للرئيس الزبيدي والقوات الجنوبية خطوة مفصلية؟
الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 03:31 م
عدن/صوت العاصمة/خاص:
شهدت الساحة الجنوبية خلال الأيام الماضية موجة متصاعدة من بيانات التأييد الصادرة عن وزراء ومحافظين وقيادات مؤسسات رسمية، أعلنت دعمها الصريح للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وللقوات المسلحة الجنوبية، وللمسار السياسي الهادف إلى استعادة دولة الجنوب. هذه التطورات لم تمرّ كحدث عابر، بل حملت دلالات سياسية وإدارية وأمنية عميقة، تعكس انتقال القضية الجنوبية إلى مرحلة أكثر تنظيمًا وثباتًا.
شرعية مؤسسية تتجاوز منطق الشارع
يرى مراقبون أن أهمية هذه البيانات تكمن أولًا في بعدها المؤسسي. فعندما تصدر مواقف واضحة من وزارات ومحافظين ومؤسسات رسمية، فإن المشروع الجنوبي لم يعد محصورًا في إطار الحشد الشعبي أو الفعل الجماهيري فقط، بل بات يمتلك غطاءً داخل هياكل الدولة نفسها. هذا الاصطفاف يعزّز من مفهوم “الشرعية المؤسسية”، ويقدّم صورة مختلفة عن مشروع سياسي يستند إلى مؤسسات قائمة وفاعلة.
رسالة استقرار وقدرة على الإدارة
إلى جانب البعد السياسي، ركّزت بيانات التأييد على التأكيد بأن العمل الإداري داخل الوزارات والمؤسسات يسير بصورة طبيعية ومنتظمة. هذه الرسالة موجّهة بالأساس للداخل والخارج، ومفادها أن الجنوب ليس مشروع فوضى أو فراغ، بل يمتلك القدرة على إدارة شؤونه اليومية، وتسيير مؤسساته، والحفاظ على الاستقرار الوظيفي والخدمي حتى في ظل التحولات السياسية الكبرى.
دعم واضح للمسار الأمني
ربطت غالبية البيانات بين التأييد السياسي وبين ما تحقّق على الأرض من إنجازات أمنية، خصوصًا في ما يتعلق بتأمين المحافظات، ومكافحة الإرهاب، والحد من التهريب. ويشير محللون إلى أن هذا الربط ليس تفصيلاً ثانويًا، بل يؤكد أن الأمن يُعدّ ركيزة أساسية في مشروع الدولة الجنوبية، وأن ما تحقق ميدانيًا هو جزء من رؤية سياسية شاملة لا تنفصل فيها السياسة عن الأمن.
تحصين الجبهة الداخلية
اصطفاف الوزراء والمحافظين خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة الجنوبية يساهم، وفق متابعين، في تحصين الجبهة الداخلية. فوجود موقف موحّد داخل المؤسسات يقلل من فرص الاختراق، ويحدّ من محاولات صناعة الانقسامات أو استثمار الخلافات الإدارية والسياسية، ويعزز وحدة القرار داخل الجنوب في مرحلة حساسة تتطلب أعلى درجات التماسك.
رسالة مباشرة للخارج والتحالف
على الصعيد الخارجي، يحمل هذا الاصطفاف رسالة واضحة لدول التحالف العربي والمجتمع الدولي. فاجتماع التأييد المؤسسي مع واقع ميداني مستقر نسبيًا، يجعل من مطالب الجنوبيين استحقاقًا سياسيًا واضح المعالم، لا مجرّد ردّة فعل أو حالة مؤقتة. ويرى مراقبون أن هذه المعادلة تفرض على الأطراف الإقليمية والدولية التعامل مع القضية الجنوبية بجدية أكبر، واحترام إرادة شعب الجنوب وتطلعاته.
خلاصة
يخلص التقرير إلى أن إعلان تأييد الوزراء والمحافظين للرئيس عيدروس الزبيدي والقوات المسلحة الجنوبية يمثّل خطوة نوعية في مسار القضية الجنوبية. فـ اصطفاف المؤسسات مع القيادة لا يعكس فقط دعمًا سياسيًا، بل يؤسس لمرحلة أكثر ثباتًا وتنظيمًا، ويقرّب الجنوب من استحقاق إعلان دولته على أسس مؤسسية واضحة، بعيدًا عن الارتجال وردود الأفعال.