“زلزال سياسي في عدن.. وزارات الدولة تعلن الجاهزية لإعلان دولة الجنوب العربي”
الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - 12:53 ص
صوت العاصمة/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
في تطور دراماتيكي متسارع ‘ يرسم ملامح جديدة من تاريخ الجنوب العربي ‘ شهدت العاصمة عدن اليوم الإثنين ‘ موجة عارمة من التأييد المؤسسي والميداني الى جانب التأييد الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
حيث أعلنت الوزارات والهيئات الحكومية الكبرى تـأييدها الكامل والمطلق لصدور إعلان دولة الجنوب العربي ‘ تزامن ذلك مع اتساع رقعة الاعتصامات الشعبية للمطالبة باستعادة دولة الجنوب العربي ‘ في اصطفاف جنوبي لم يشهده الجنوب من قبل ‘ حتى في عام 1994م ‘ لن نرى مثل هذا الاصطفاف ‘ نحن اليوم أمام مرحلة تاريخية ومصيرية تحمل شعار “نكون أو لا نكون” ليقولها اليوم الشعب الجنوب من أقصاه الى أقصاه أن الدولة القادمة خيار شعب كامل ‘ فالإرادة الشعبية هنا هي المصدر الحقيقي للشرعية ‘ وهي من ترسم ملاح الغد.
*شرعية مؤسسية تتجاوز منطق الشارع:
هذه التطورات لم تمرً كحدث عابر ‘ بل حملت دلالات سياسية وإدارية وأمنية عميقة ‘ تعكس انتقال القضية الجنوبية إلى مرحلة أكثر تنظيمًا وثباتًا ‘ يرى مراقبون أن أهمية هذه البيانات تكمن أولًا في بعدها المؤسسي ‘ فعندما تصدر مواقف واضحة من وزرات ومحافظين ومؤسسات رسمية ‘ فإن المشروع الجنوبي لم يعد محصورًا في إطار الحشد الشعبي أو الفعل الجماهيري فقط ‘ بل بات يمتلك غطاًء داخل هياكل الدولة نفسها.
هذا الاصطفاف يُعززً من مفهوم “الشرعية المؤسسية” ‘ ويقدم صورة مختلفة عن مشروع سياسي يستند الى مؤسسات قائمة وفاعلة.
* دلالات التوقيت .. الجنوب يرسم ملامح المستقبل:
تزامن بيان تأييد المؤسسات الشرعية والرسمية مع زخم شعبي واسع يشهده الجنوب العربي في الداخل والخارج (نيويورك ‘ برلين ‘ لندن ‘ عدن ‘ المهرة) ‘ ويُعدً انضمام المؤسسات الرسمية لهذا الانضمام ” إجماع بمثابة اللمسة النهائية ” على لوحة الاستقلال ‘ حيث أصبحت المحافظات الجنوبية اليوم كلته صلبة تطالب بحق تقرير المصير واستعادة السيادة.
*ثورة المؤسسات في الجنوب.. خلف عيدروس لاستعادة الدولة:
شهدت العاصمة عدن اليوم ‘ حراكًا سياسيًا غير مسبوق ‘ حيث أعلنت قطاعات حيوية في الدولة والسلطة المحلية ‘ عن تأييدها الكامل والمطلق لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
وتأتي هذه التطورات في سياق “ثورة المؤسسات” التي تهدف الى ترتيب البيت الجنوبي داخليًا استعدادًا لإعلان الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
أكدت هذه المؤسسات بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحاضنة السياسية والضامن للأمن والاستقرار ‘ مشيدين بأن قرارات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الأخيرة كانت حاسمة في مواجهة التحديات التي تستهدف أمن الجنوب ‘ مشيدين على أن العمل المؤسسي يسير بوتيرة عالية لخدمة المواطنين تحت راية الحق المشروع في الاستقلال.
*خطوة وطنية شُجاعة:
تمثل هذه الخطوات استجابة لمعاناة شعب الجنوب ‘ وتجسيدًا لإرادته الحرة وتضحياته العظيمة ‘ كما أنها تعكس حرص القيادة السياسية الجنوبية على حماية حقوق الشعب ‘ ووقف سياسات الاقصاء والتهميش التي مورست ضد شعب الجنوب طوال السنوات الماضية.
وشًددت المؤسسات على دعم كل الخطوات والإجراءات التي يصدرها المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ باعتبارها الطريق الصحيح لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية الحديثة.
*تحصين الجبهة الداخلية.. رسالة قوية للخارج:
اصطفاف الوزراء والمحافظين خلف القيادة السياسية والقوات المُسلحة الجنوبية ‘ يُساهم وفق متابعين ‘ في تحصين الجبهة الداخلية ‘ فوجود موقف موحًد داخل المؤسسات يقلل من فرص الاختراق ‘ ويحدً من محاولات صناعة الانقسامات أو استثمار الخلافات الإدارية والسياسية ‘ ويُعززً وحدة القرار داخل الجنوب في مرحلة حسًاسة تتطلب أعلى درجات التماسك.
وفي المقابل ‘ يحمل هذا الاصطفاف رسالة واضحة لدول العالم والتحالف ‘ فاجتماع التأييد المؤسسي مع واقع ميداني مستقر نسبيًا ‘ يجعل من مطالب الجنوبيين استحقاقًا سياسيًا واضح المعالم ‘ لا مجرًد ردًة فعل أو حالة مؤقته ‘ ويرى مراقبون أن هذه المعادلة تفرض على الأطراف الإقليمية والدولية التعامل مع القضية الجنوبية بجدية أكبر ‘ واحترام إرادة شعب الجنوب وتطلعاته.
*إجماع مجتمعي.. وتفويض سياسي:
أن وجود هذا الاجماع الجنوبي الشامل من مؤسسات حكومية ونقابات ومنظمات المجتمع المدني ‘ والقطاعات العامة والخاصة ‘ في تفويضهم الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي وشرعي وحيد.
هذا التفويض يمنح المجلس القوة القانونية والشعبية لتمثيل الجنوب في أي تسوية سياسية شاملة ‘ مع التحذير من أن أي مُحاولة لتجاوز قضية الجنوب ستحكم على أي عملية سلام بالفشل الذريع.
*دلالات التحول.. من الإدارة المحلية الى السيادة الدولية:
يرى مراقبون سياسيون أن هذا “الإجماع” لمواقف الوزارات والميدان يشير الى اقتراب “ساعة الصفر” لإعلان فك الارتباط رسميًا ‘ وتكمن أهمية هذه التحركات في شلل الوصاية ‘ بمعنى إن إعلان الوزارات الولاء للانتقالي يعني عمليًا انتهاء أي سلطة موازية في العاصمة عدن.
يشير المشهد بشكل عام ‘ بأن هذه المواقف جاءت كرد صريح على المجتمع الدولي بأن مؤسسات الدولة في الجنوب باتت مهيأة تمامًا لإدارة شؤونها بعيدًا عن أي وصاية خارجية.
*فجر الاستقلال .. يقترب:
يؤكد الحراك الجاري ‘ أن صوت الجنوب العربي بات اليوم مسموعًا بقوة في المحافل الدولية ‘ هذه التحركات ترسل رسالة واحدة بأن شعب الجنوب لن يتراجع عن حقة في السيادة وبناء دولته الحديثة.
إن موقف الاجماع الرسمي والشعبي والمؤسسي اليوم هو استفتاء متجددً على شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ كممثل وحيد وشرعي ‘ وهو خطوة متقدمة تُسًرًع من وتيرة الاعتراف الدولي بحق شعب الجنوب العربي في دولته المستقلة.