حين يصبح الحق تمرداً
الخميس - 25 ديسمبر 2025 - 12:48 ص
صوت العاصمة/ كتب : أ. الكريحي كنعان
تكثر بعض الأبواق اليوم من الحديث عن “التمرد على الشرعية” و “القرارات الأحادية” في محاولة مكشوفة لقلب الحقائق وتزييف الوعي متناسية أو متجاهلة عمداً أبسط قواعد السياسة والمنطق.
فأي تمرد هذا الذي يتحدثون عنه ونحن أمام مجلس قيادة رئاسي يضم أربعة أعضاء جنوبيين يمثلون ثقل الأرض والإرادة إضافة إلى حليف فاعل كطارق صالح؟
وأي قرارات أحادية يراد إلصاقها بالجنوب بينما موازين التمثيل والواقع السياسي تقول بوضوح أن الكتلة الأكبر لا يمكن أن تتمرد على رأي الأقل لا عرفاً ولا قانوناً ولا سياسة.
التمرد لمن يعرف معناه هو خروج الأقل عن الاجماع لا دفاع الأكثر عن حقه....
والقرارات الاحادية تصنع في الغرف المغلقة لا في ساحات الأرض التي دفعت دماءها ثمنا لكل موقف.
إن الشرعية الحقيقية ليست ورقة ولا ختماً ولا توصيفاً إعلامياً عابراً
الشرعية هي شرعية الأرض والقضية والتضحيات والمشروع... شرعية من حرر ودافع وصمد لا شرعية من غادر وتاجر وأنتظر التسويات على حساب الآخرين...
لقد أحتضن الجنوب الجميع لا ضعفاً ولا مجاملة بل مسؤولية وطنية واضحة وهدفها كان واحداً لا لبس فيه وهو ترتيب الصفوف لمحاربة الحوثي لا إعادة إنتاج مشاريع الهيمنة ولا تقاسم الجنوب وكأنه غنيمة حرب....
لكن المؤسف أن بعض القوى لم ترى في هذا الاحتضان إلا فرصة للمكايدة ولم تتعامل معه كشراكة معركة بل كمساحة مناورة متناسية أن الجنوب لم يكن يوماً ساحة مفتوحة بل قضية واضحة المعالم.
كفاكم نفاقاً.
كفاكم تدليساً على الناس.
فالجنوب لم يخرج عن الشرعية الجنوب هو أحد أعمدتها الواقعية.
ولم يتمرد على الدولة بل يطالب بدولة تحترم ميزان الأرض والتاريخ.
ومن لا يفهم هذه الحقيقة، فمشكلته ليست مع الجنوب
بل مع الواقع نفسه.