تحذير طبي: مسكّن شائع يهدد قلبك
الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - 02:17 ص
صوت العاصمة/ منوعات
وجدت دراسة حديثة أن الترامادول، وهو مسكّن أفيوني يوصف لعلاج الألم المزمن، يخفف الألم بشكل محدود ويزيد من احتمالية التعرض لمشاكل قلبية ضارة.
وقام الباحثون بتحليل بيانات 19 تجربة سريرية عشوائية شملت "6,506" بالغين يعانون حالات متعددة من الألم المزمن، بما في ذلك التهاب المفاصل، وآلام أسفل الظهر المزمنة، والألم العصبي، والألياف العضلية.
وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة "BMJ Evidence-Based Medicine"، أن جميع التجارب قارنت الترامادول بالعلاج الوهمي (Placebo).
وأوضحت النتائج أن الترامادول أدى إلى انخفاض طفيف في الألم، إلا أن مقدار التخفيف لم يصل إلى الحد الذي يعد مهما من الناحية السريرية.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت معدلات المضاعفات الضارة بين الأشخاص الذين تناولوا الترامادول مقارنة بالعلاج الوهمي، إذ شملت بشكل رئيسي مشاكل قلبية مثل ألم الصدر، وأمراض الشرايين التاجية، وفشل القلب الاحتقاني.
وذكر الباحثون أن فوائد الترامادول لعلاج الألم المزمن ضئيلة، بينما تشير الأدلة إلى أن مخاطره قد تفوق فوائده، مما يثير تساؤلات حول استخدامه بشكل واسع لعلاج حالات الألم المزمن.
وعلى الرغم من قيمة الدراسة، أشار الخبراء إلى عدة قيود، بينها أن معظم التجارب كانت قصيرة المدة، تُراوح بين أسبوعين إلى 16 أسبوعاً للعلاج، مع متابعة من ثلاثة إلى 15 أسبوعًا، ما يجعل من الصعب تقييم تأثير الترامادول على المدى الطويل.
كما لفتوا إلى أن بعض نتائج التجارب قد تكون متأثرة بالتحيز، ما قد يبالغ في تقدير الفوائد ويقلل من تقدير المخاطر.
وأشار الدكتور مارك سيغل، المحلل الطبي في شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إلى أن الدراسات لم تقارن الترامادول مباشرة مع أفيونات أقوى مثل البيركوسيت، وأن النتائج التي تشير إلى زيادة معدلات السرطان أو أمراض القلب قد تكون مضللة لأنها لم تتحكم بعوامل أخرى مرتبطة بالمستخدمين.
وشدد الخبراء على أن المرضى لا ينبغي لهم التوقف عن تناول الترامادول فجأة لتجنب أعراض الانسحاب، وأن أي تعديل للدواء يجب أن يتم تحت إشراف طبي.
كما شددوا على أهمية مناقشة البدائل العلاجية مع الطبيب، خصوصاً أن الترامادول غالبًا ما يُنظر إليه كخيار أقل إدمانًا مقارنة بالأفيونات الأخرى، رغم كونه أفيونيًا صناعيًا بالفعل