مداد العاصمة

نداء الوفاء والمصير: رسالة مكاشفة إلى أشقائنا في المملكة العربية السعودية

السبت - 27 ديسمبر 2025 - 03:22 م

صوت العاصمة/خاص:

بقلم/ وليد يحيى بن يحيى ناشر

في لحظات التاريخ المنعطفة، لا تُبنى التحالفات على المصالح العابرة فحسب، بل تُصان بالصدق وتُسقى بالوفاء المتبادل. ومن هذا المنطلق، نتوجه بقلوب يعتصرها الألم، وعقول تدرك حجم المخاطر، بحديث صريح إلى أشقائنا في المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، حول التطورات الأخيرة في "غيل بن يمين" بحضرموت.

إننا نذكر أشقاءنا بقول الحق تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) يَصْلُحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) . إن هذه الآية العظيمة هي الدستور الذي يجب أن يحكم علاقة الشركاء؛ فالصدق في النوايا، والصدق في تقدير الشريك الوفي على الأرض، هو الذي يصلح العمل ويحقق النصر. لقد كان شعب الجنوب وقواته، وفي مقدمتها "النخبة الحضرمية"، هم الصادقون الذين لم يتبدلوا، وهم الذين وهبوا أشقاءهم أول نصر استراتيجي حقيقي في هذه الحرب، وبأقل التكاليف المادية والبشرية، يوم كانت الجبهات الأخرى تغرق في حسابات الربح والخسارة.

إن توجيه ضربات جوية أو الضغط العسكري على القوات الجنوبية والنخبة الحضرمية ليس مجرد خطأ تكتيكي، بل هو استنزاف لقلب التحالف النابض. إننا نقولها بكل تجرد: "أحضروا عقولكم ولا تخسروا الجنوب". إن خسارة الحليف الجنوبي تعني انكشاف العمق الاستراتيجي للمملكة، وفقدان الشريك الوحيد الذي أثبت كفاءته في مكافحة الإرهاب ومواجهة التمدد الإقليمي المعادي.

إن التاريخ لا يحابي أحداً، وهو يخبرنا بوضوح أن المراهنة على مراكز القوى في الشمال —التي اعتادت الغدر والخيانة وتبديل الولاءات في ليلة وضحاها— هي مراهنة على سراب. إن من خذلكم في أحلك الظروف لن يكون سنداً لكم في المستقبل. وفي المقابل، فإن الجنوب الذي قدّم قوافلاً من الشهداء دفاعاً عن أمنكم القومي يستحق أن يُعامل كشريك مصير، لا كهدف للضغوط.

يا أشقاءنا في المملكة، اتقوا الله في دماء سُفكت دفاعاً عن حياض العروبة. إن صلاح أعمالكم وبقاء نفوذكم واستقرار أمنكم مرتبط بالبقاء مع الصادقين في الجنوب. لا تدفعوا الشعب الجنوبي نحو خيارات مرة، ولا تكسروا اليد التي صافحتكم بصدق وحاربت معكم بضراوة.

إن الجنوب هو صمام الأمان الأخير، وبخسارته — لا قدر الله— ستجد المملكة نفسها تواجه طوفان التحديات وحيدة، بعد أن غدر بها الغادرون وفقدت بقراراتها الخاطئة أوفى الحلفاء.

اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد
نصر الله الجنوب وشعب الجنوب