المعلم في اليمن: بين الإهمال وتدني الرواتب

السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 04:45 م

الكاتب: عبدالحميد السقلدي - ارشيف الكاتب

المعلم هو العمود الفقري لأي نظام تعليمي، وأحد أعمدة بناء المجتمع، حيث يلعب دورًا جوهريًا في تشكيل الأجيال وتوجيههم نحو مستقبل أفضل. في اليمن، يعاني المعلمون من تحديات جسيمة تزيد من صعوبة أداء رسالتهم السامية، ومن أبرز هذه التحديات: الإهمال وتدني الرواتب.

*إهمال المعلم وتدني الراتب في ظل الظروف الصعبة*

يعاني المعلمون في اليمن من إهمال كبير من قبل الجهات المعنية، حيث لا يحصلون على الرعاية والاهتمام الذين يستحقونهما. الراتب الشهري للمعلم لا يتجاوز خمسين ألف ريال يمني، وهو مبلغ لا يكفي لتلبية احتياجات المعيشة الأساسية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. هذا التدني في الرواتب يجعل من الصعب على المعلمين توفير متطلبات حياتهم اليومية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم الذي يقدمونه.

*قضية المتعاقدين: لماذا لم ترفع الأسماء؟*

من القضايا الملحة الأخرى التي تواجه المعلمين في اليمن هي قضية المتعاقدين. العديد من المعلمين يعملون بعقود مؤقتة، ولكن لم يتم حتى الآن رفع أسمائهم إلى وزارة التربية والتعليم لاعتمادهم كموظفين رسميين. هذا التأخير يخلق حالة من عدم الاستقرار الوظيفي ويزيد من القلق بشأن مستقبلهم المهني، حيث يعملون بلا أمان وظيفي أو حقوق تضمن لهم حياة كريمة.

*نداء إلى الجهات المسؤولة*

في ضوء هذه التحديات، من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة بشكل عاجل لحل هذه المشاكل التي تؤثر على كفاءة النظام التعليمي. ينبغي رفع رواتب المعلمين بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، وتوفير الدعم اللازم لهم لأداء واجبهم التعليمي على أكمل وجه. كما يتوجب على وزارة التربية والتعليم الإسراع في إجراءات تثبيت المعلمين المتعاقدين، ومنحهم كافة الحقوق التي يستحقونها.

إن تجاهل هذه القضايا سيؤدي بلا شك إلى تدهور مستوى التعليم في اليمن، مما سيؤثر سلبًا على مستقبل الأجيال القادمة. فالمعلم هو الأساس الذي يقوم عليه بناء المستقبل، ومن واجبنا جميعًا أن نقدم له الدعم والاهتمام الذي يستحقه لضمان نجاح العملية التعليمية.