مدينة إنماء القديمة.. مدينة كبيرة بمعاناة متواصلة.

الخميس - 20 مارس 2025 - الساعة 08:52 م

الكاتب: د. عارف محمد عباد السقاف - ارشيف الكاتب

مدينة إنماء القديمة، رغم مساحتها الكبيرة وكثافتها السكانية، تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، ما يجعل الحياة اليومية لسكانها مليئة بالتحديات. فالمدينة تفتقر إلى مستوصف طبي يلبي احتياجات الأهالي الصحية، إلى جانب نقص المدارس ورياض الأطفال، مما يضطر الكثير من الأسر إلى البحث عن بدائل بعيدة، تزيد من معاناتهم وتكاليفهم اليومية.
لا يقتصر الأمر على الخدمات التعليمية والصحية، بل يمتد إلى البنية التحتية، حيث لا تزال المدينة تفتقد إلى "جولة" كمدخل ومخرج رسمي يسهل حركة المرور ويحدّ من الحوادث المرورية المتكررة بسبب السير للسيارات في الاتجاه المعاكس. هذا المشروع، الذي تم اعتماده ضمن خطط صندوق صيانة الطرقات، لم يرَ النور حتى اليوم، مما يطرح تساؤلات حول مصير هذه المشاريع ومدى التزام الجهات المعنية بتنفيذها.

ظلام الشوارع.. وغياب التخطيط
تعاني شوارع المدينة من الظلام الدامس، حيث لا توجد إنارة كافية، مما يعرض السكان لمخاطر عدة، خاصة في الليل. إن تركيب إنارات تعمل بالطاقة الشمسية يعد حلاً عمليا ومستداما يمكن أن يحدث فارقا كبيرا في حياة السكان. كما أن استكمال بناء الجزء الثاني من الجزيرة في شوارع المدينة سيحسن من المشهد العام، ويعزز من تنظيم المرور داخل الأحياء.
في ظل هذا الإهمال، باتت مدينة إنماء بحاجة ماسة إلى لجان مجتمعية فاعلة، تتبنى مطالب السكان وتسعى إلى إيصال صوتهم إلى الجهات المختصة. هذه اللجان يمكن أن تلعب دورا هاما في الضغط على السلطات المحلية والمنظمات الدولية لتوفير الخدمات الأساسية التي يستحقها السكان.
نأمل من الأخ محافظ عدن، ومدير مديرية البريقة، والمدير التنفيذي لشركة إنماء والمنظمات الدولية الالتفات إلى هذه المدينة التي يظن البعض أن سكانها من الطبقة الميسورة، في حين أن كثيرا منهم يعانون اشد المعاناة من نقص الخدمات الأساسية مثلهم مثل أي منطقة أخرى بحاجة إلى تطوير. فالمدينة تستحق اهتماما حقيقيا، ومشاريع مستدامة تلبي احتياجات سكانها، بدلا من تركها فريسة العشوائية و الإهمال والنسيان.