الشرعية اليمنية: أرضنا مع الحو*ثي وأرض الجنوب بيننا وبينهم

السبت - 05 أبريل 2025 - الساعة 03:35 م

الكاتب: د.حسين لقور بن عيدان - ارشيف الكاتب

فيما لو قدر للحوثي أن ينجح في تجاوز الضغوط العسكرية والسياسية التي يتعرض لها مع الضربات التي أصابت داعميه، قد يؤدي إلى ترسيخ نموذج حكم مستوحى من إيران ضمن حدود الجمهورية العربية اليمنية (ما قبل الوحدة في 1990)، مع بقاء الجنوب خارج سيطرتهم المباشرة.
هذا السيناريو، قد يجد قبولاً دولياً نسبياً بسبب ضعف البديل المتمثل في الشرعية اليمنية التي تعاني انهيار داخلي بسبب ضعف قياداتها وفساد القائمين عليها وغياب الدعم الشعبي والميداني، باستثناء بعض المناطق في مأرب وتعز.
الأمر هنا، قد يتحول إلى تهديد حقيقي للجنوب فتدفق النازحين من اليمن، سواء كانوا سياسيين أو مواطنين عاديين، يحمل معه تحديات كبيرة تهدد هوية الجنوب ومشروع استقلاله. فالتوازن السكاني الحساس سيختل، مما يضع الجنوب أمام معضلة ومواجهة جديدة تضيف إلى التوترات التاريخية بين الجنوبيين واليمنيين التي تعود جذورها إلى الحرب العدوانية عام 1994 والغزو الحوثوعفاشي في 2015.
تجربة الجنوبيين المريرة الماضية في الفترة التي شهدت هيمنة يمنية على الجنوب بعد تلك الحرب وخلال سنوات الوحدة الفعلية قبل انهيارها في 2015، يجب أن تكون درساً للقيادات الجنوبية، إذ ينبغي أن يدركوا خطورة هذا السيناريو وأن يتحركوا بحذر شديد لضمان حماية الجنوب من أي تهديدات جديدة قد تنال من استقلاله، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.