خلافات اليمنيين اختلافات وجهات نظر | وخلافات الجنوبيين صراعات وحـ.ـروب

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 01:08 ص

الكاتب: د.حسين لقور بن عيدان - ارشيف الكاتب

يبدو أن بعض أشقائنا في اليمن يمتلكون قدرة خارقة على قلب الحقائق، لدرجة تجعل المرء يظن أن الجنوب هو الذي يعيش ستين حربًا أهلية، وأن صنعاء هي جنيف العرب!
فلا يكلّ ولا يملّ هؤلاء من ترديد الأسطوانة المشروخة التي تقول إن الجنوبيين مختلفون، متناحرون، غير قادرين على بناء دولة… بينما هم ( اللهم لا حسد) لا خلاف بينهم إلا ما ظهر من دعوتين إلى الجهاد وثلاث انقلابات وخمس حروب وستين عامًا من الاقتتال الأخوي.

الخلافات اليمنية فهي بنظرهم من نوع خاص:
خلافات حميدة، وطنية، راقية… تسقط الدول فقط، لكنها لا تُعدّ مشكلة!

خذ عندك هذا المشهد الكوميدي المبكي:
اليمن اليوم يحتوي على أكثر من خمس سلطات تتقاسم الأرض والسماء والجبال والوديان، ومع ذلك يقف بعضهم ليحاضر الجنوبيين عن خطر الانقسام، وكأن رجال الجنوب يتعاركون على طاولة لعب لا على وطن.
في صنعاء سلطة، وفي مأرب سلطة، وفي تعز سلطة، وفي الشرعية سلطة أخرى وفي الساحل سلطة، وفوقهم جميعًا سلطة الفوضى التي تدير المسرح. ومع ذلك يقولون لك: خلافاتنا بسيطة!

أما الجنوب، الذي يملكون عقدة منه منذ أن هزمهم في كل مواجهة، فهو عندهم الممزق و غير القادر على التفاهم!
رغم أن الحقيقة الماثلة على الأرض تقول إن الجنوب يملك قوة واحدة تمسك بزمام الأمن والقرار على امتداد الأرض الجنوبية، بينما يتوزع اليمنيون بين سلطات متحاربة لا يجمعها إلا شيء واحد:
الخوف من عودة دولة الجنوب.