قريب رغم البعد !

الأربعاء - 05 أبريل 2023 - الساعة 11:28 م

الكاتب: عادل حمران - ارشيف الكاتب

رغم الغياب الطويل وانقطاع التواصل الا ان صديقي مازال طاهر، الجميل في صديقي بان البعد لا يغير اصالة معدنه، وانقطاع التواصل لا يجبره على استخدام كلمات العتاب، السنين لا تستطيع جرف المحبة والعلاقة الوطيدة التي عشناها في اجمل ايامنا.

يغيب صديقي طاهر الخيلي، اسابيع واشهر واحيانا سنين ويعود كاننا لم نفترق اسبوع واحد، الحديث معه لا يحتاج تكلف والكلمات اليه لا تحتاج ترتيب، لا اتذكر متى آخر تواصل بيننا لكنني على ثقة دائمة بانه بجانبي في كل وقت وسند متين نتكئ عليه جميعًا.

العلاقات لا تقاس بحجم التواصل وساعات اللقاء، ثمة اصدقاء تجدهم بجانبك رغم بعد المسافات وآخرين تحسهم غرباء رغم قرب اجسادهم لكنهم مجرد جثث هامدة.

اعتقد انه مهما قلت في صديقي طاهر من كلمات ومدح سيبقى قليل لانه صديق حقيقي لا يعرف الكذب ولا التكلف والتملق، يعيش مع الناس واقعه ببساطة جميلة، تشاطرت معه ورفيقنا اللذيذ عسكر القاضي ايام الجامعة كانت ربيع العمر وعصارة الزمن باكمله، ايام كانت استثنائية وقلوبنا تحن اليها دائمًا رغم ادراكنا بان عودتها مستحيلة لكنه الشوق يا ساده.

طاهر اليوم كعادته وهبنا فرحة كبيرة وغمرنا بحدث جلل اثلج صدورنا وملئ قلوبنا بالفرح وخصوصا حين رأيت ابتسامته الجميلة وبيده الجنسية الامريكي التي ستمنحه امتيازات كثيرة وستحميه فوق كل ارض وتحت كل سماء، واعتقد بانها حلم طال انتظاره اقلها يقدر يسافر اليمن ويرتاح بكيفه ولن يلتزم بوقت محدد للعودة.

طاهر انا وعسكر مسرورين جدًا لاجلك، الفرحة تحفنا من كل مكان، الجنسية التي بيدك نشعر بانها ملكنا جميعًا اليوم، نجاحك وصمودك أيضًا نراه نجاحنا شق طريقك وامضي بكل قوة وثبات يكفي ان نقولها ذات يوم وبفخر ذاك صديقي، لاننا مدفونون في وطن قالوا عنه مقبرة يا صديقي، المقبرة اكلت الكثير من احلامنا وطموحاتنا ربعثرت تجاعيد ملامحنا ورغم ذلك ما زلنا نقاوم وبقوه !