تقارير



بين الضـ.ـربة النووية ولعب الكبار.. إيـ.ـران وإسـ.ـرائيل تقودان المنطقة نحو قطبي حـ.ـرب واسعة "تحليل"

الإثنين - 16 يونيو 2025 - 03:52 م

بين الضـ.ـربة النووية ولعب الكبار.. إيـ.ـران وإسـ.ـرائيل تقودان المنطقة نحو قطبي حـ.ـرب واسعة "تحليل"

صوت العاصمة/خاص:

بين الضربة النووية ولعب الكبار.. إيران وإسرائيل تقودان المنطقة نحو قطبي حرب واسعة

طهران كبش فداء لصفقة روسية أمريكية محورها أوكرانيا

أبوظبي والرياض في صف تل أبيب ومسقط والدوحة على الحياد


تحليل : وهيب الحاجب

الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران هي واحدة من أبرز تجليات الصراع الجيوعسكري في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة، إذ انتقلت هذه المواجهة من مرحلة "حرب الظل" التي استمرت لأكثر من عقدين إلى نمط جديد من التصعيد المباشر، يُدار وفق منطق "الردع المحسوب"، فكل من طهران وتل أبيب يسعى إلى فرض معادلة ردع خاصة به دون الانجرار إلى مواجهة شاملة قد تتجاوز السيطرة، وهو ما يبدو واضحا في طبيعة الضربات الأخيرة بشكل هجمات على منشآت عسكرية أو استخباراتية حساسة مع تجنب توجيه ضربة ساحقة يمكن أن تشعل حربًا واسعة.

هذا الصراع لا يمكن قراءته خارج السياق الأكبر الذي يتمحور حول البرنامج النووي الإيراني، فإسرائيل تعتبر أي تقدم في هذا الملف تهديدًا وجوديًا لها، خاصة مع غياب الضمانات الفعلية لإبقاء إيران تحت سقف الاتفاق النووي المتعثر، في المقابل، ترى طهران في الوجود الإسرائيلي، خاصة المتزايد في مياه الخليج وفي قواعد أقيمت سرًا أو بالتنسيق مع دول عربية، اختراقًا مباشرًا لأمنها القومي.

ميزان القوى
إذن الصراع يتجاوز مجرّد استهدافات متبادلة إلى نزاع على من يفرض ميزان القوة الإقليمي، والمخاوف من توسع المواجهة حقيقية؛إذ أظهرت العمليات التي نفذها سابقا وكلاء إيران، كالهجمات الحوثية على إيلات، أو القصف المتكرر من لبنان وسوريا، قابلية التصعيد لأن يتحول إلى حرب متعددة الجبهات، فحزب الله يحتفظ بترسانة تُقدّر بمئة ألف صاروخ، وإسرائيل بدورها لن تسمح بسيناريو حرب استنزاف طويلة.. الآن كلما زاد حجم الرد الإيراني المباشر، كلما تعاظمت فرص تدخل إقليمي ودولي واسع. التمدد الإسرائيلي داخل الخليج، والوجود الأمريكي في قواعد من البحرين إلى العراق، يجعل هذه المنطقة بؤرة متفجرة مرشحة للانفجار عند أي خطأ في التقدير.

لعب الكبار
الولايات المتحدة تقف في قلب المعادلة، ليس فقط كحليف مطلق لإسرائيل، بل كطرف يسعى إلى احتواء إيران دون الانزلاق إلى حرب شاملة، أوروبا تحاول الحفاظ على التوازن، خاصة في ظل حاجتها لاستقرار إمدادات الطاقة بعد الأزمة الأوكرانية، بينما تلعب روسيا دورًا مركبًا؛ فهي من جهة حليف لإيران في سوريا، ومن جهة أخرى تحتاج إلى تفاهمات مع واشنطن لضمان خطوطها الحمراء في أوكرانيا.
ثمة فرضيات لم تؤكد، عن قنوات خلفية بين موسكو وواشنطن قد تُفضي إلى مقايضات تشمل تخفيف العقوبات عن روسيا مقابل خفض دعمها لإيران، خصوصًا في مجال الطائرات المسيّرة والسلاح الاستراتيجي وهذا بدوره يطرح فرضية أن إيران قد يُضحّى بها تكتيكيًا ضمن صفقة بين القوى الكبرى، وإن كانت هذه الفرضية تصطدم بعقيدة روسية ترى في طهران أحد أعمدة كسر الهيمنة الغربية.
الصين وإن بدت بعيدة عسكريًا، إلا أنها تقف على مفترق طرق اقتصادي حساس، فهي المشتري الأكبر للنفط الإيراني، وأحد أبرز المستثمرين في إسرائيل، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والموانئ، موقفها يميل إلى الحياد النشط؛ تسعى لحماية مصالحها عبر الدعوة للتهدئة، لكنها لن تنخرط عسكريًا إلا دفاعًا عن مصالح حيوية واضحة.

تحالفات جديدة
في حال توسعت الحرب، فإن المشهد الإقليمي سيُعاد تشكيله جذريًا. محور إسرائيل والخليج، والذي ظل حتى وقت قريب سريًا أو محدود الظهور، قد يتحول إلى تحالف صريح تحت المظلة الأمريكية. في المقابل، محور "المقاومة" الذي تقوده إيران سيتعزز بدعم علني من الحوثيين، وحزب الله، والميليشيات الولائية في العراق، مع مظلة سياسية صينية روسية وإن كانت محدودة الأثر ميدانيًا.
العالم بدوره سيشهد نوعًا من الاستقطاب الحاد، حيث تقود واشنطن محورًا يضم حلفاءها الغربيين والآسيويين، بينما تلتف روسيا والصين حول إيران باعتبارها حجرًا استراتيجيًا في صراع الأقطاب.

الخليج العربي، من جهته، يواجه أخطر اختبار أمني في تاريخه الحديث. فالسعودية، رغم محاولاتها التهدئة مع طهران، قد تجد نفسها مجبرة على التنسيق العسكري مع إسرائيل لضمان الحماية. الإمارات التي استثمرت في التوازن بين طهران وتل أبيب، ستكون أمام مأزق صعب؛ فموقعها الجغرافي يجعلها عرضة للضربات. أما عمان والكويت فستسعيان على الأرجح للبقاء على الحياد، فيما تُبقي قطر على دورها كوسيط.

التحالفات القديمة ستُعاد صياغتها بلا شك. من المحتمل أن تبرز هياكل إقليمية جديدة، ربما على شاكلة "ناتو شرق أوسطي"، مقابل محور مقاومة واضح المعالم، وقد تنكفئ دول كثيرة إلى الداخل، خصوصًا إذا شهدت الساحة استخدامًا لسلاح غير تقليدي، وهو احتمال وإن كان مستبعدًا إلا أنه وارد، خاصة إذا استُهدفت منشأة نووية إيرانية بضربة ناجحة أو إذا وُضع أمن تل أبيب تحت تهديد صاروخي وجودي. السلاح النووي وإن لم يُستخدم، سيظل حاضرا كعنصر تهديد وردع وابتزاز في خلفية أي تصعيد، تمامًا كما كان الحال خلال الحرب الباردة.

إجمالاً تجاوزت هذه الضربات مفهوم المناوشات إلى فصل حاسم من فصول إعادة ترتيب المنطقة وربما إعادة توزيع النفوذ في النظام الدولي برمّته، مستقبل الشرق الأوسط لن يعود كما كان، بل سيُعاد رسمه وفق توازنات ما بعد الانفجار، سواء ظل الصراع محصورًا أو انفجر على امتداد الجغرافيا السياسية للمنطقة.
#وهيب_الحاجب



الأكثر زيارة


الوصول إلى إتفاق مبشر بين التحالف والمجلس الانتقالي في حضرمو.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 08:52 م

اختتم وفد التحالف العربي المكوَّن من الجانبين السعودي والإماراتي، يوم أمس، جولة مفاوضات موسعة مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس ق


عاجل : صدور قرارات رئاسية جديدة.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 09:22 م

أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم السبت، القرار رقم (32) لعام 2025، بشأن تشكيل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفت


تفاصيل اتفاق جديد بين المجلس الانتقالي وقيادة التحالف العربي.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 10:26 م

توصلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق استراتيجي هام مع المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم


هل نجحت السعودية والإمارات في انهاء الدور العماني شرق اليمن؟.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 03:34 م

تقرير : عبدالسلام القيسي كان سبب الحرب الروسية الأوكرانية هو منع تواجد حلف الناتو في دولة جارة لروسيا، مصالح الدول هكذا تقاس، وأي إحلال لقوى عسكرية في