"الذكرى الرابعة عشْرة لاستشهاد القائد الميداني البطل جمال الجوبعي"
الإثنين - 30 يونيو 2025 - 11:24 م
صوت العاصمة/خاص:
بقلم الأستاذ : هائل الهوزر
لقد غيَّب الموتُ كثيرًا من الأبطالِ في هذه الحياة الدنيا، ولكن ماتزال ذكرى بعضهم باقيةً وخالدة، ما أن وجِدَ مَنْ يُخلِّدهم، لاسيما الشهداء، أؤلئك الرجال الذين كانوا تلك الشمعة التي تحترق لتضيء النور في عتمة الليل، والنجمةَ التي ترشد مَنْ تاه عن الطريق، والجسرَ الذي يعبر منه إلى الحرية.
كان شعارهم قول الله عز وجل: "بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون" ٠
واليوم يصادف الثلاثين من شهر يونيو، ٢٠٢٥م، الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد القائد الميداني، البطل: جمال يحيى الجوبعي، ذلك الفارس الذي ترجَّل شامخًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبر، عشية الخميس، تاريخ 30/ 6/ 2011م في إحدى ثغور المقاومة الجنوبية الباسلة، إثر تعرضه لإصابات بالغة في جسده، وهو يكافح ويجاهد ويناضل من أجل الله، ثم الوطن والأرض والعرض في إحدى الخنادق ضراوة، القطاع الغربي من معسكر الحبيلين التابع لقوات الاحتلال العفاشي، محافظة لحج، ولسان حاله قول الشاعر:
يُقرِّب حُبُّ الموتِ آجالنا لنا
وتكرهُهُ آجالهم فتطولُ
تُسِيلُ على حَدِّ السيوفِ نفوسُنا
وليستْ على غيْرِ السيوفِ تسيلُ
وما قلَّ مَنْ كانتْ بقاياهُ مثلنا
شبابٌ تسامى للعُلا وكُهُولُ
لقد كان القائد الجوبعي أَوَّل شهيدٍ للمقاومة الجنوبية بعد إعادة هيكلتها، بداية عام ٢٠١١م، وأَوَّل شهيد في مديرية الشعيب.
فكيف لا يكون كذلك؟ وهو الأسدُ الرئبالُ الذي أرَّقَ مضاجع العدو، هو وكثيرٌ من الشباب المقاوم في جبهة العُرِّ مديرية يافع، وفي قطاع الحبيلين، وفي حالمين، والضالع... الخ.
وكيف لا يكون بطلًا، وهو سليلُ أسرة مناضلة قدَّمت الشهداء والجرحى، والمعتقلين من أجل الحرية والكرامة؟
نعم، فقد كان الشهيدُ الجوبعي أَوَّل وقود الثورة، ضمن كوكبة كبيرة من الذين قدموا أنفسهم مشاريع شهادة من أجلِ وطَنٍ دفعوا ضريبته مقدمًا، وهم يهتفون:
ويا وطني لقيتُك بعدَ يأسٍ
كأني قدْ لقيْتُ بك الشبابَ ٠
فهل يفي قادة هذا الوطن لأُؤلئك الأبطال الذين روت دماؤهم تربة هذا الوطن، في كلِّ خندق، وجبهةٍ وموقع وربوة وسهلٍ وجبل؟!
أم أنهم سيقدسون مناصبهم وكراسيهم وأطقمهم على جثثِ وأشلاءِ هؤلاءِ الأبطال؟؟ وهم يهتفون للشهيد نفاقًا:
كم شهيدٍ من ثرى قبرٍ يَطِلُّ
ليرى ما قدْ سقى بالدمِ غرسةْ
ويرى جيلًا رشيدًا لا يضلّ
للفداءِ الضخم قدْ هيَّأ نفسه
ويرى الهامات منَّا كيف تعلو
في ضحى اليومِ الذي أطلع شمسهْ ٠
وأخيرًا عليك سلام الله شهيدنا المقاوم حيًّا وميْتًا، وسلامٌ عليك يوم ولدتَ، ويومَ وقفْتَ ثابتًا شامخًا في ميادينِ الكفاح، وسلامٌ عليك يومَ اخترتَ طريقَ الشهادة والفداءِ ٠
وعلى قدرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ
وإنَّ غدًا لناظره قريبُ ٠
ولا نامتْ أعينُ الجبناءِ، وإنَّها لثورة حتى النصر ٠