ثلاثي إيران الخطر .. ثمن لابد ما يدفعه الإيرانيين
الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - 03:43 ص
صوت العاصمة | خاص/ فارس الجلال
طهران وجدت نفسها في عزلة من العالمين الاسلامي والعربي أثناء المواجهة أو بعد هذه المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وحتى التجاوب مع دعواتها وطلباتها للعالمين العربي والإسلامي لم تكن تتوقع أن يكون الرد بهذا الشكل، كان العتاب والغضب ضدها هو ما حصلت عليه من ردود حتى أن دولا ابلغتها أن الأزمات التي تمر بها دول ومجتمعات المنطقة ماكان لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن تستفيد منها لولا تسهيل إيران له بذلك، عندما حاولت السيطرة على البلدان واستخدمت مليشيات وارتكبت جرائم وقسمت الشعوب بالطائفية وأدخلت كثير من البلدان العربية بحروب داخلية وهددت كل الدول بالدمار والخراب وابتزت كل هذه الدول ومكنت إسرائيل في تحقيق اختراقات في الدول العربية.
طهران السياسية وقم الدينية حتما هي أمام صدمة كبيرة وهي تجد نفسها بهذا الشكل، ومعزولة اسلاميا وعربيا وكل اجنحتها تتقصقص بالقوة وبقي منها اذرع اليمن والعراق والتحضير جاري لكنسهما، فقط من سيكون أول خيارات هذا الكنس، مليشيا الحوثي في اليمن ام مليشيات الحشد وغيرها من الفصائل في العراق، وإذا حاولت طهران وقم بنقل المعركة مع إسرائيل باستخدام اراضي الدولتين هذه فهي مخطئة وستخسر أكثر وأكثر وستكون نهايتها وخيمة مع كل اذرعها فالعالم اليوم وبما فيهم دول المنطقة لم يعد يقبل باي تقارب الا برحيل النظام، وانهاء تهديد الخطر الذي تواجهه شعوب المنطقة، لذا فإن النظام السياسي والديني في إيران يعرف ان الحرب عليهم رغبة عربية قبل أن تكون أميركية وإسرائيلية للاطاحة بنظام اجرامه في عالمنا لا يقل عن إجرام كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ويدركون أن استمرار بقاء إيران اليوم ليس مرتبط بالبرنامج النووي او بقاء النظام الحالي السياسي والديني بل بالعكس بقاء إيران مرتبط بالقضاء على الأول والاطاحة بالثاني، وانهاء خطر تهديد إيران واذرعها من الوجود، لذلك بدأت أصوات من هذه النظام تنادي تارة بالوحدة وتارة بالتقارب مع الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى الحديث عن استعداد هذا النظام بالتعاون بشكل كامل مع دول المنطقة وتحديدا دول الخليج لإنهاء التوتر والمشاكل التي تسببت بها وهي بذلك تعرف جيدا أن أول وقبل اي تعاون وتقارب سيطلب منها ابداء حسن النية وأولها كنس الاذرع، والتخلص من هذا الوباء الذي نشرته في دول المنطقة.
النظام هو يعتقد أنه بذلك يحاول يحمي نفسه في الاستمرار والبقاء مع بقاء البرنامج النووي وحصول على الدعم العربي فيه، إلى الجانب الخروج من العزلة، وهو ما لم يعد مقبول، فقط أصبح الموجود على الطاولة وما تتحدث عنه في الغرف المغلقة وغير المغلقة والمصادر الدبلوماسية والتقارير الدولية أن النظام والبرنامج والاذرع لابد من القضاء عليهم، لأنهم سيظلون خطر، على دول المنطقة، كما أن الدول الغربية حسمت خياراتها فيما يخص إيران وهي أن لا يتم السماح لهذه النظام والبرنامج النووي والاذرع أن يستمرون سيما ان أوروبا تستعد لتوسيع الحرب مع روسيا وخلفهم أميركا والاخيرة تتحضر لمعركة مع الصين في المحيطين الهادى والهندي وفي تايوان والكل يحشد، ويتصاعد التوتر كما لم يسبقه من قبل، لذا لن يسمح الغرب أن تستفيد روسيا والصين من استخدام إيران واذرعها لتفجير منطقة الشرق الأوسط وتوسيع الصراع وهم بذلك يعيدون أحياء إيران من جديد، تقوم الصين بتسليحها وتمكينها بالتقينات والسلاح المتطور بينما روسيا إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي اس ٣٠٠ كما ان هناك ما يقارب ٢٠٠ صاروخ نووي روسي متواجد في إيران.
هذه المعطيات وغيرها هي من تدفع هذا التشدد تجاه ثلاثي إيران الخطر، وتأمين المنطقة التي قد تصبح قبلة الهجرة الجديدة اذا ما انفجرت الحرب في أوروبا وروسيا والمحيط الهادى والهندي وشبه القارة الصينية وحتى الهندية اذا ما انخرطت باكستان والهند كل واحدة ضمن الحلف الذي تنخرط في صفه.