تقارير



التصعـ.ـيد البحري الحـ.ـوثي: أداة تفاوض إيرانية أم مغامرة مكلفة

السبت - 12 يوليو 2025 - 06:17 م

التصعـ.ـيد البحري الحـ.ـوثي: أداة تفاوض إيرانية أم مغامرة مكلفة

صوت العاصمة/العرب:

استأنف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر بعد هدوء استمر أكثر من ستة أشهر، في تصعيد مباغت يبعث إشارات مقلقة بشأن الهدنة مع الولايات المتحدة، ويهدد باضطرابات في حركة الملاحة والأسواق العالمية.

ونفّذ الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران حملة عنيفة ليومين متتاليين، استهدفت سفينتي الشحن “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي”، قالوا إنهما ترتبطان بإسرائيل، ضمن حملتهم للضغط على الدولة العبرية للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.

كما يأتي التصعيد الحوثي في توقيت حرج، في ظل تدارس واشنطن وطهران استئناف محادثاتهما، عقب حرب عنيفة بين إيران وإسرائيل، وفي موازاة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر. ويتزامن تجدد الهجمات الحوثية في وقت تزداد الضغوط على حلفائهم، ما يثير تساؤلات.

وينفي الحوثيون أي تغيير في سياستهم، إذ أكّد زعيمهم عبدالملك الحوثي أن قرار منع الملاحة على إسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي “حازم حاسم ثابت مستمر”، في كلمة له بعد الحملة الجديدة.

وتقول الباحثة في معهد واشنطن نعوم ريدان إن الحوثيين لم يتوقفوا أبدا عن مراقبة العبور في البحر الأحمر، مضيفة أنهم كانوا يتعقبون بعض السفن التجارية باستخدام طائرات مسيّرة وقوارب، وأن استئناف هجماتهم “كان مسألة وقت فقط”. ويُقدّم الحوثيون التصعيد في البحر الأحمر كأداة ضغط على إسرائيل، تزامنا مع المفاوضات بشأن غزة في الدوحة.

وخاطب رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط المقاتلين الفلسطينيين بعد الهجمات الأخيرة على السفن، قائلا “فاوضوا مرفوعي الرؤوس فنحن معكم وكل مقدرات شعبنا سند لكم حتى رفع الحصار ووقف العدوان عنكم”. ويرى محللون في تصريحات الحوثيين رسالة مبطنة مفادها أن إيران لا تزال تملك أوراقا لم تلعبها خلال حرب الـ12 يوما.

وفي الثالث عشر من يونيو، شنّت إسرائيل حربا على إيران، نفّذت خلالها هجمات على مواقع عسكرية ونووية واغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين في الجمهورية الإسلامية. وردّت إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية، فيما أعلن الحوثيون خلال الحرب عن هجوم واحد “تناسق” مع العمليات التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري ضد إسرائيل.

وشرح الشريك المؤسس لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي أن “هذا تذكير من الحرس الثوري عبر أهم حلفائه” بأن ما تحفظت عنه إيران خلال حربها مع إسرائيل قد تقوم بتفعيله في ممرات بحرية مثل باب المندب أو هرمز أو السويس.

وبرز الحوثيون كآخر ركائز “محور المقاومة” المدعوم من إيران في مواجهة إسرائيل، بعد إضعاف قدرات حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ثم إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا. ويرى الباحث في شؤون اليمن من معهد تشاتام هاوس البريطاني فارع المسلمي أن التصعيد الحوثي “خطوة قوة من جانب الحوثيين، للتقدم أكثر في محور المقاومة وإبراز القوة على المستويين الإقليمي والدولي”.

◙ التصعيد الحوثي يأتي في توقيت حرج، في ظل تدارس واشنطن وطهران استئناف محادثاتهما وبموازاة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر
وفي ظل تعهدهم المتواصل بمواجهة إسرائيل، يسعى الحوثيون إلى ترسيخ قوتهم في المنطقة، لاسيما من خلال استهداف شريان بحري حيوي. ويُظهر الهجومان الأخيران للحوثيين في البحر الأحمر توسّعا ملحوظا في التكتيك القتالي لهم، إذ شمل استخدام زوارق هجومية سريعة ومسيّرات مفخخة وصواريخ صغيرة، ضمن هجمات مركبة متزامنة، من دون اللجوء إلى صواريخ بعيدة المدى حصرا.

وقال المسلمي إن الحوثيين تمكّنوا من تعزيز قوّتهم البحرية خلال العامين الماضيين، وأصبحوا “روادا في الحروب البحرية بتقنيات وأسلحة متطورة”. وأوضح أن هجماتهم في البحر الأحمر “وسيلة فعالة للغاية للتسبب في نزف للغرب بأكمله ومعظم الشرق”، في حين أن الصواريخ التي يطلقونها على إسرائيل تُلحق “ضررا محدودا” فقط.

وكانت واشنطن شنّت حملة شرسة استهدفت مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن استمرت أسابيع، قبل أن ينهيها اتفاق لوقف إطلاق النار في السادس من مايو بين الجانبين بوساطة عُمانية. لكن يبدو أن الحوثيين تعافوا بسرعة، إذ يقول المسلمي “رغم التأثير الكبير للحملة الأميركية على قدرات الحوثيين في مجال الاتصالات وبعض القدرات العسكرية، فإنهم لا يزالون يملكون مخزونا ضخما وأعادوا بناء اتصالاتهم بسرعة”.

ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكّد الحوثيون أن السفن الإسرائيلية ستبقى “عرضة للاستهداف” في الممرات المائية قبالة اليمن. وأجبرت هجمات الحوثيين شركات شحن عدة على تغيير مسارات سفنها، ما أدى إلى تقلص حركة الملاحة عبر قناة السويس، الممر الحيوي الذي يمرّ عبره عادة نحو 12 في المئة من حركة الملاحة العالمية، وفق الغرفة الدولية للشحن.

وقالت ريدان إن “معدل المرور عبر مضيق باب المندب لا يزال منخفضا مقارنة بعام 2023، فقد تقلّص بأكثر من 50 في المئة”. ولفت المذحجي إلى أن “إعادة تنشيط جبهة البحر الأحمر بطريقة غير مسبوقة وعنيفة ستصب في تعزيز سردية إسرائيل عن مخاطر الحوثيين وهي سردية لها جمهور واسع في العالم الغربي”.

وتردّ إسرائيل على الحوثيين بتنفيذ عدة ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن، بما فيها الموانئ ومطار العاصمة صنعاء. وقد تضع هذه الخطوة التصعيدية الحوثيين في مرمى ردود فعل أكثر حدة وتصعيد عسكري مضاد قد يكون أكثر اتساعا وشراسة، من أجل كسر قوة آخر حلفاء إيران في المنطقة.

وأضاف المذحجي أن التصعيد الحوثي سيفعّل خطط مواجهتهم، حتى تلك التي لم تنضج في السابق. ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي الخميس، أوروبا إلى “إعادة النظر في نهجها في التعامل مع هذا التهديد”، في إشارة إلى الحوثيين، مضيفا “إنه تهديد للسلم والأمن الدوليين وللاقتصاد. إذا لم يُواجه الحوثيون، فستتفاقم هذه المشكلة”.



الأكثر زيارة


ضربات بعمق الحو..ثيين: هل بدأت المعركة الحقيقية؟ عمان تنسحب .

السبت/12/يوليو/2025 - 02:46 ص

أشار الكاتب الصحفي عبدالسلام القيسي، في تحليل مثير نشره، الجمعة، إلى أن التطورات المتسارعة في محافظة المهرة شرقي البلاد توحي بتحول استراتيجي غير مسبوق


هل بدأت أوراق الجماعة تتساقط؟.. الكشف عن انشقاق مسؤول بارز ع.

السبت/12/يوليو/2025 - 12:37 ص

في تطور لافت يُعد ضربة موجعة لمليشيا الحوثي، كشفت مصادر مطلعة عن انشقاق مستشار محافظ عمران المعيّن من قبل الجماعة، عبداللطيف قايد عزان، وفراره من مناط


عاجل | بتعزيزات عسكرية كبرى.. القوات المسلحة الجنوبية تنطلق .

السبت/12/يوليو/2025 - 01:52 ص

أعلنت مصادر في القوات المسلحة الجنوبية، اليوم، عن بدء تحرك عسكري جديد صوب محافظة المهرة ، في خطوة حازمة لتأمين حدود المنطقة ومواجهة التهديدات الأمنية


الحو..ثيون يغلقون مركزًا لتحفيظ القرآن في إب ضمن حملة تستهدف.

السبت/12/يوليو/2025 - 03:01 ص

أقدمت ميليشيا الحوثي، يوم الجمعة، على إغلاق مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن الكريم في قرية "اللُّكمة" بعزلة دار الوادي بمديرية المخادر في محافظة إب، ف