مناضلو الحراك الجنوبي وأدب السجون (3) علي شايف الحريري ومذكراته في سجون الاحتلال.
الإثنين - 14 يوليو 2025 - 10:46 م
صوت العاصمة | خاص | د. مسعود عمشوش
ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه المقالات أن مطالب شعب الجنوب قد شهدت تطوراً كبيرا منذ السابع من يوليو 2007، وبرز في مقدمتها استقلال الجنوب واستعادة دولته. وفي ذلك التاريخ ظهر الحراك السلمي الجنوبي بوصفه حركة نضالية تسعى إلى تحقيق استقلال شعب الجنوب العربي. وقد أطـّـر الحراك الجنوبي عددا من الحركات والقوى والشخصيات المطالبة بانفصال الجنوب وإنهاء تجربة الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية. وتجسّد الحراك السلمي الجنوبي في شكل اعتصامات ومسيرات ومظاهرات احتجاجيةً. وفي مطلع 2008 ارتفعت كثير من الأصوات الجنوبية المطالبة بالانفصال، ونشط عدد من تلك الأصوات في إطار مركز الإعلام الجنوبي، الذي استطاع أن يكسر التعتيم الإعلامي المفروض على أبناء شعب الجنوب في الداخل والخارج.
وعلى الرغم من سلمية الحراك الجنوبي حتى عام 2015 – تاريخ بدء المقاومة الجنوبية المسلحة- فقد واجه نظام صنعاء العفاشي الحراك السلمي بشراسة، وكلف علي القمش رئيس جهازه الأمني المركزي بمساعدة عدد من معاونيه المعروفين بقمع رموز الحراك والزج بكثير منهم في سجون المكلا وعدن ونقل بعضم إلى صنعاء. وعلينا أن نضيف هنا أن رئيس الجهاز علي القمش لم يكتف باعتقال الناشطين الجنوبيين داخل الجنوب بل أنه قام بمتابعة عدد منهم عبر مكاتب الانتربول الدولي. ومن بين هؤلاء الجنوبيين المناضل علي شايف الحريري الذي تمّ القبض عليه الإنتربول الدولي وسلمه مع زميليه الشنفره والربيعي للقمش في صنعاء في عام 2008.
ومثل عدد من مناضلي الحراك الجنوبي علي شايف الحريري إلى تدوين مذكراته في معتقلات الأمن السياسي والأمن المركزي في صنعاء، وينوي نشرها كاملة قريبا بعنوان (مذكراتي في سجون الاحتلال).
لكنه حتى اليوم لم يقدم إلا على نشر خاتمتها التي تقع في ثلاث حلقات نشرتها صحيفتي عدن الغد وسما نيوز وموقع صوت المقاومة.
وإذا كان أحمد الربيزي لم ينشر بعد -مثل فادي باعوم- تفاصيل خروجه من السجن ومن صنعاء، فالحريري يكرس الحلقات الثلاث من الجزء المنشور من (مذكراتي في سجون الاحتلال)، لسرد الكيفية التي تمّ بها إطلاق سراحه من المعتقل في إحدى ليالي شهر إبريل من عام 2009 بعد أن أمضى سنة وشهرين داخل السجون، وهروبه من صنعاء.
في الأولى من هذه الحلقات يسرد لنا الحريري ما جرى له خلال اليومين الأخيرين من الاعتقال، ويكشف فيها عن كثير من تفاصيل سجون صنعاء التي لا نجدها فيما كتبه كل من فادي باعوم وأحمد الربيزي في كتاباتهم عن الحياة السجن. فالحريري يتحدث مثلا عن الأساليب التي تتبعها أجهزة الأمن في صنعاء لإخفاء مواقع سجونها التي يقع عدد كبير منها تحت الأرض. فهو يكتب في الحلقة الأولى من تلك الحلقات الثلاث: "في اليوم الأول، أخرجوني في نفس المكان حوالي الساعة العاشرة ليلًا، ثم سمعت صوتًا يقول لي: "يا حريري، مسموح لك بمكالمة عائلتك".
وكنت قد حفظت رقم منزل عائلتي عن ظهر قلب، وأمليته على الضابط، ثم ناولني سماعة الهاتف. عندها ردّت والدتي، وأخبرتني أنهم أبلغوها بإطلاق سراحي. لكن هذه المرة، لم يعيدوني إلى الزنزانة. لم أكن أعرف ما هو مصير رفاقي المعتقلين: قاسم عسكر وفادي باعوم والربيزي والعميد السعدي وأحمد القنع والربيعي. ثم أخذوني إلى مكتب آخر، وتحدث معي ضابط بينما كنت لا أزال معصوب العينين.
قادني جندي عبر ممرات ودرج طويل، بدا لي أننا نصعد من تحت الأرض إلى سطحها. ثم وضعوني في سيارة جيب، في المقاعد الخلفية. وانطلقت السيارة بسرعة جنونية، تتلوى في طرقات حلزونية، وهي وسيلة دفاعية تستخدم في الأماكن العسكرية. وسمعت شخصًا في السيارة يقول: "فيني طرش". يبدو أنه معتقل آخر لم يتحمل الحفر والمطبات والمنحنيات الصناعية. وتوقفنا بعد حوالي عشرين دقيقة، وعلمت لاحقًا أنهم نقلوني إلى مقر المخابرات بسجن الاحتلال. واقتادني الجنود وأنا في الوضع نفسه، معصوب العينين ومقيد اليدين، وأجلسوني في مكان يبدو أنه مكتب. كانت قرحة المعدة قد أنهكتني، وكان يومًا شاقًا، صيام وقيود وعيون معصوبة وقرحة المعدة".
وفي الحلقة الثانية يوظف الحرير تقنيتي المزج بين السرد والحوار بطريقة أدبية رفيعة؛ حيث يكتب: "اقتادني الجنود إلى مكتبٍ وعيناي لا تزالان معصوبتين برباط أسود، ويديّ مقيدتين بقسوة حتى تركت الأصفاد أثرًا دامغًا ظل أسبوعًا بعد خروجي. وكان الألم يمزّق معصمي، لكنه لم يكن أشد إيلامًا من قرحة معدتي، التي اشتدت مع مرور الوقت.
-"أنت صائم؟" جاءني الصوت من ضابط كبير، قدّم نفسه بأنه مقرب من الرئيس صالح.
أجبته بصوت خافت: "نعم، وعندي قرحة قوية".
ابتسم وقال: "افطر، عشان تخف". وأحضروا لي زجاجة عصير مانجو.
ثم أردف الضابط: "خلاص، الرئيس عفا عنك".
ولكي يضفي على السرد والحوار بعدا تشويقيا يقحم الحريري في الحوار ما قاله له عفاش، الذي أكد له عبر التلفون قرار إطلاق سراحه. ودوّن الحريري ذلك على النحو الآتي: "لم أصدّق، حتى قرّب هاتفًا من أذني، وسمعت صوتًا مألوفًا يقول لي: يا حريري، كنت أتمنى أن يأتي عيدروس أو شلال أو الشنفرة لاستلامك، مثلما فعل أصحاب يافع من أجل الربيعي... لكنك في الأخير أنت ولدنا، وعفا الله عما سلف. ستعيّد عند أهلك، وهذه استمارة خاصة مني شخصيًا، عبئها بكل شجاعة ولا تخف".
وفعلا يقوم الضابط بإجبار الحريري على توقيع تعهد بعدم ممارسة أي نشاط سياسي في المستقبل. وبعكس ما ذكره فادي باعوم الذي يؤكد أنه رفض توقيع أي تعهد من هذا النوع، يعترف الحريري أنه قبل التوقيع، ويكتب: "لم يكن أمامي سوى الإذعان. كنت أتحرق شوقًا للحرية، لأهلي، لزملائي، لكل شيء يربطني بالحياة. كنت شابًا مفعمًا بالحيوية، لكنني مكبّل، وسلاسل السجن تأكل من روحي. قال لي الضابط: الآن ستوقع على تعهد يمنعك من ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري ضد الوحدة اليمنية". ثم تركني في المكتب، وأزال جندي ملثم العصابة عن عينيّ، لأجد نفسي أمام استمارة من الرئيس نفسه. كانت الأسئلة أشبه باستبيان استخباراتي: لماذا قمتم بإطلاق الحراك الجنوبي؟ ما هي الأسباب؟ كتبت بكل وضوح عن الظلم، عن الطرد من الوظائف، عن طمس الهوية، عن مصادرة الأراضي، عن الاحتلال الذي فرض علينا بالقوة.
وبعد أن بصمت على الورقة، عاد الضابط وقال: "الآن سننقلك إلى شارع عام في صنعاء. وهناك سنزيل العصابة عن عينيك، وأنت تدبر أمرك بنفسك. عُدْ إلى الضالع، ونفّذ ما وقّعت عليه، وإلا تحمّل العواقب". ثم سألني: "هل تعرف أحدًا في صنعاء؟" أجبته بمرارة: "لا، دخلتها معصوب العينين وسأخرج منها معصوب العينين. وقبل مغادرتي طلبت مبلغًا بسيطًا يخصني من أمانات السجن، يكفي للعشاء وشراء هاتف بسيط، بالإضافة إلى جواز سفري وملابسي. أحضروا لي كل شيء، وأخذوني بسيارة معتمة، رافقني فيها ضابط وجنديان. "صاحبك الربيعي أطلقناه قبلك بساعة." قال الضابط، ثم أضاف: "كان مؤدبًا في كلامه... لا شيء بيننا، نحن إخوة، المشكلة في القلة المخربين منا ومنكم"
. وعند الوصول، نزعوا العصابة عن عيني وفكوا قيدي. قال لي الضابط: "انظر إلى كرم القائد، غدًا ستعيّد مع أهلك، رغم أن قضيتك كانت تستوجب الإعدام".
ويتضمن سرد الحريري للدقائق الأولى من الحرية المستعادة في أحد شوارع صنعاء أبعادا جمالية وتشويقية وإنسانية رفيعة، فهو يسردها قائلا: "نزلت إلى الشارع، أتنفس الهواء بحرية لأول مرة منذ أكثر من 400 يوم. كان شعورًا غريبًا، أن أرى البشر، الشوارع، الحياة... لم أستطع حمل الكيس طويلًا، فوهبته لمتسول على جانب الطريق. الجوع كان يعصر بطني، فدخلت مطعمًا وتناولت وجبة ساخنة، وحين رفعت رأسي، رأيت عاملات حبشيات يرتدين سراويل ضيقة. شعرت وكأنني أرى النساء لأول مرة. بعد العشاء، اشتريت هاتفًا نوكيا وشريحة، واتصلت بأسرتي في عدن. ردوا بفرح، ثم قالوا: "محمد سالم يتصل، توجه فورًا إلى الفندق في المكان الفلاني".
ومن الواضح أن توقيع الحريري على التعهد بالتوقف عن النشاط السياسي لم يكن إلا وسيلة لضمان الخروج من السجن، فهو، بعد ساعات قليلة من الخروج، عاد في الواقع لحضن الحراك الجنوبي، ففي الفندق المحدد يقابل أحد الزملاء محمد سالم ومعه ضابط جنوبي رفيع في الداخلية. ويكتب "وبالكاد استوعبت حريتي، حتى بدأ الهاتف يرن بلا توقف. فقد انتشر رقم هاتفي عبر موقع "بوابة الجنوب"، وأصبحت مكالمات قيادات الحراك الجنوبي تتوالى. شلال شايع، المعطري صلاح الشنفرة، عيدروس الزبيدي، ناصر الفضلي، زهراء صالح، ومشايخ من شبوة وأبين وحضرموت... الجميع كان على الخط، يهنئني، يشجعني، يطمئنني أن التضحية لا تذهب سدى.
كان الحراك الجنوبي في قمة عنفوانه، والحماس يملأ الأجواء. حتى الصحفي إياد الشعيبي اتصل لإجراء لقاء سريع: "كيف المعنويات؟ هل ستعود إلى الميدان أم ستأخذ قسطًا من الراحة؟" لم أتمالك نفسي من الحماس، فأجبته: "أنا لا زلت على بعد أمتار من المعتقل، وأثر القيود ما زال في يدي، لكني أعلنها من صنعاء، في وجه طاغية اليمن، أنني سأعود إلى ميادين النضال، وسنصعّد السلمي والعسكري".
واللافت في مذكرات الحريري أنها قد جعلت من صنعاء كلها سجنا للمؤلف، وذلك مباشرة بعد أن صعد من سجن الأمن السياسي الواقع تحت الأرض. ويفسر الحريري ذلك بالمراقبة الشديدة التي كانت تمارس على تلفونه وما تكتبه عنه المواقع. ويؤكد أن زملاءه أبلغوه بضرورة الاختفاء ومغادرة صنعاء فورا، ويكتب: "ولم تمضِ سوى دقائق، حتى اتصل صلاح الشنفرة محذرًا: عليك مغادرة صنعاء فورًا، كلامك انتشر في الإعلام، وهناك أمر باعتقالك من جديد. اتصل شلال، وزهراء صالح، وعلي مقبل، وغيرهم، جميعهم قالوا الشيء ذاته: إذا لم تخرج الليلة، ستعود إلى المعتقل".
ثم يشرح المؤلف الكيفية التي تمّ بها تهريبه من السجن الكبير، صنعاء، وذلك على النحو الآتي: "في غضون ساعة، كان الترتيب قد تم؛ جاءنا مهرب، ضابط شمالي يخدم في الضالع، استلم مبلغًا كبيرًا ليكون مسؤولًا عن تهريبنا. صعدنا إلى سيارة (هيلوكس)، وانطلقت بنا بسرعة نحو الضالع، وسط برودة الليل، لا نعلم إن كنا سنصل سالمين، أم سيتمكنون منا مرة أخرى".
وفي الحلقة الثالثة، التي نشرتها صحيفة عدن الغد في31 مارس 2025
بعنوان (عيد الحريري اليوم عيدين)، يحكي علي شايف بالتفصيل رحلته من صنعاء إلى سناح بالضالع. وفيها يمتزج وصف الهروب من السجن بوصف تفصيلي لمشاهد احتدام المواجهات التي كانت حينها قد بدأت بين بعض فصائل الحراك الجنوبي وقوات عفاش في جبهة الضالع، وتحديدا عند مشارف سناح التي كانت بيد المقاومة الجنوبية. ويسرد المؤلف ذلك على النحو الآتي: "عندما بدأ الصباح بالظهور، كنا تقريبًا في دمت، حيث تناولنا وجبة الفطور. وكان الإخوة شلال، والشنفرة، والمعطري، والفقيد علي مقبل، والأخت زهراء صالح في تواصل مستمر معنا، وتم تحديد نقطة الوصول في سناح، كونها مؤمّنة من قِبل المقاومة الجنوبية. وبدأنا نقترب من سناح في حوالي الساعة التاسعة صباحًا، وكان الأخ شلال يبلغنا أن هناك اشتباكات مع قوات الاحتلال، وأن علينا أن نكون حذرين وجاهزين لأي مستجدات ميدانية. ووصلنا إلى سناح، ونظرتُ إلى ميدان الأحداث، وكان الأخ غسان عيسى السرافي معي على الخط مفتوحًا.
كان الميدان عبارة عن جنود من قوات الاحتلال منتشرين بكثافة وسط السوق وعلى الطريق، وقد نصبوا نقطة تفتيش، يبحثون فيها عن القادمين من صنعاء. في الجهة المقابلة من الطريق، كان يتمركز شلال شائع، والمهندس عبد الله الضالعي، وغسان عيسى، وزهراء، والشنفرة، وقيادات الحراك على تل مرتفع قليلًا. حاول الجنود إيقاف السائق، فأخرج بطاقته العسكرية وقال لهم: أنا ضابط في الضالع، لا تتشاطرو عليّ، روّحوا تشاطروا على الحوثي في صعدة. وكانت حينها الحرب دائرة في صعدة وبني حشيش. علمًا أني كنت معتقلًا مع محمد علي الحوثي، وأبو علي الحاكم، وشقيق عبدالملك الحوثي، وفارس مناع، وقيادات حوثية كبيرة. وكان غسان لا يزال يعطينا الإحداثيات، وفي وسط الخط الممتلئ بالجنود، راودتني فكرة. قلت للسائق: "قف، ننزل هنا"، فقال: ما يصح، هنا خطر، شوف الرصاص كيف! اشتباكات بين العسكر وأصحابكم، والدشكا شغّالة! قلت له: "قف ولا تقلق علينا.
نزلنا من السيارة وسط الجنود، وكانت تفصلنا خمسون مترًا عن أصحابنا. قلت لغسان عيسى: "تشوفني الآن؟ أنا اللي بين العساكر. قال: "تمام، تقدَّم. وتقدمت، وكان الشهيد المهندس عبدالله الضالعي وأحمد الزوقري قد نزلوا من السيارة وفتحوا الباب لي، وكانت هناك رماية بالرصاص وقنابل مسيلة للدموع، وقبل أن نقطع عشرة أمتار، تعرّف علينا الجنود، لكننا ركبنا السيارة سريعًا، والتحم الموكب ومضينا. في ذلك اليوم، جُرح من أصحابنا ستة أشخاص، بينهم الإعلامي ردفان الدبيس، وتم اعتقال 33 جنوبيًا....
وتحرك الموكب الكبير باتجاه الضالع، فقال لي الشهيد عبدالله والزوقري: "اركب في الخلف، والزوقري سيجلس بجانب النافذة ويشير للجماهير على أنه أنت، حتى لا يتم قنصك من باب النكاية بنا. قال لي: "ابقَ خلفنا حتى لا يقهرونا في هذا اليوم العظيم وكانت الجماهير تردد زاملًا ينزل بلسمًا على القلب :عيد الحريري اليوم في عيدين.. أهلًا وسهلًا قالت الضالع. كان ذلك صباح عيد الفطر المبارك".
وإضافة إلى الحلقات الثلاث التي استعرضنا أبرز ما جاء فيهن نشر الحريري بعض النصوص الأخرى التي يمكن أن نصنفها ضمن أدب السجون، منها القصيدة الشعبية التي كتبها في معتقل سجن الاستخبارات بصنعاء 2009 ونشرها في منتدى الضالع بوابة الجنوب، ويقول فيها:
حي حكم رب السمـــاء حي ربنـــا لي حكــــم
سبحان الذي في الســماء ساهر حي ما شي ينــام
نحمد له على نعمـــــه نحمد لـــه كثير النعم
ما تشـــــرق ووقــت اغربة نشـــكر ربنـا للدوام
ونشرها بوجــه المـــلاء وكـــتب في البـيان الأهم
بن شايف رفض واقــعه وعلــن حــرب ضد النـــظام
لكن الحــكم للواحـــد أحد اللـي ما ينام
فرقنــــــي علـــى قريتــــي والصـحبة وطــــير الحمام
تشكي الهجر مـــثلي ونا مثــلك اشتــــكي الهم
سامحني علـــى ما حصـــل ماشـــي عالمـــقيد ملام
سافر إلى بلاد الجنــوب أرض الجود أرض الكرم
الضــالع لها داخـلي اجـــــمل ذكريات الــغرام
وتخـبر على عـــيدروس سبـــع اللــيل لــمّا نهم
سبع اللـيل لا قد خرج ما همـــه يدوس الظــلام
بلغــــهم تحياتــنا الاصـحاب جمـلة تـعم
شلال والشــــنفرة وعــــــبدالله وأمـين الهمام
لو حد يســـئلك عـنا قل له في سجـــون الظلم
حطـوا قــيـــد حـول أرجلي لـفوا حــول عيني غمام
حطوا لي حلـق في يـــدي اشـــعر منــها بالألم
يــدي ورجلي جرحه حس القـــيد فوق العـظام