عبدالفتاح السقلدي... مناضل شاب يكتب الوطن بعرق الجبين
الأربعاء - 30 يوليو 2025 - 03:05 ص
صوت العاصمة / كتب/ خالد الحكم
في زحمة الأحداث، وصخب السياسة، وضبابية المشهد في العاصمة عدن، تبرز أسماء تُشبه الوطن في صدقها، في مقاومتها، وفي صمتها النبيل أحيانًا…
ومن هذه الأسماء اللامعة، الدكتور عبدالفتاح فريد ناشر السقلدي، المناضل الشاب الذي قرر أن يكتب سيرته بعرق الجبين، لا بمداد الشعارات.
جذور راسخة... وأغصان تنمو نحو الأمل
لم يأتِ عبدالفتاح من فراغ؛ فهو حفيد الشيخ الشهيد ناشر عبدالله السقلدي، أحد أعمدة النضال الجنوبي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ووريث الكبرياء والإباء.
تشرّب القيم من والده الطبيب والإنسان فريد ناشر السقلدي، الذي كان مثالًا للانضباط الأخلاقي والمهنية النزيهة.
فما بين الجد المقاوم والوالد الطبيب، نبتت شخصية تقاوم الفساد وتخدم الناس من داخل المؤسسات.
الوجه الإداري للمناضل المدني
منذ عام 2017، التحق الدكتور عبدالفتاح بالأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء بعدن. لم يكن موظفًا تقليديًا، بل جسّد صورة الشاب المثقف، المتزن، الحازم.
تولى المناصب التالية في رئاسة الوزراء:
_مدير عام شؤون الموظفين
_ مدير عام التدريب و التاهيل وتنمية القدرات
مدير عام إدارة العلاقات العامة.
في كل المناصب، أعاد الاعتبار لمفهوم الخدمة العامة، بعيدًا عن الامتيازات الحزبية، مقاتلًا من أجل العدالة الإدارية والشفافية.
المقاومة ليست فقط في الجبهات
حين تولّى ملف جرحى المقاومة الجنوبية، لم يتعامل معه كإجراء روتيني. بل اقترب منه بروح المناضل.
قاد اللجنة الخاصة بدمج الجرحى في وزارة الدفاع، واضعًا نفسه بين الألم والواجب، مناصرًا لمن ضحوا لأجل الكرامة.
لذلك، وصفه البعض بـ"المدني الذي قاتل في صمت".
من وقف ضد الفساد... فدفع الثمن
مثل كل صوت حر، لم ينجُ من الاستهداف.
في 17 سبتمبر 2023، مُنع من دخول مقر عمله، ثم فُصل تعسفيًا في ديسمبر من العام نفسه. جريمته؟
دفاعه عن حقوق زملائه.
رفضه القبول بالفساد المالي والاداري.
وقوفه سدًا أمام العبث بالمال العام.
لكنه لم ينكسر، لم يشكُ، بل غادر شامخًا كما يليق بالأحرار.
كلمة المجتمع: نحن معك
ردود التضامن لم تتأخر.
قيادات، إعلاميون، ناشطون ومنظمات مدنية، أعلنوا وقوفهم إلى جانب السقلدي، معتبرين ما حدث له "محاولة خنق لكفاءة وطنية نزيهة".
كتب أحد الصحفيين:
"عبدالفتاح لم يكن موظفًا، بل فكرة. والفكرة لا تُفصل ولا تُطرد... بل تنتصر".
الوطن بحاجة لعبدالفتاح
في زمن يرحل فيه النزهاء، ويصعد فيه المزيفون، يصبح أمثال عبدالفتاح السقلدي عملة وطنية نادرة.
هو أكثر من موظف نزيه… إنه مشروع دولة، إذا احتضنته العدالة.
ونقول له اليوم:
اثبت.. إيها المناضل الشاب عبدالفتاح.. فلا شيء يهزم الفساد مثل الصبر والموقف. وإن تأخرت العدالة، فهي آتية لا ريب… لأنك على حق.. فجولة الباطل ساعة وتزول.. وجولة الحق حتى قيام الساعة. واعلم انك لست وحدك فقد هرمنا ونحن نكتب عن المظلومين والمضطهدين امثالك ونبرز مظلومياتهم ولكن لا نجد آذان صاغية في بلد مليئ بالمتناقضات.. يقولون للشريف والنزيه ضعيف.. والفاسد سمخ. وللحديث بقية..!