أخبار محلية

كهرباء غيظة البهيش .. وظلام العشر الليالي شهريا

الثلاثاء - 19 أغسطس 2025 - 12:35 ص

كتب | حسن إلبهيشي

"والله بلدنا أظلمت" .. "في عيد ثورتنا المجيدة" .. هكذا أظلمت بدلا عن نورت ، تهكما على خدمة الكهرباء ، وليس على رائعة المرحوم محمد عبده زيدي _ الشهيرة التي لطالما تردد صداها عبر أثير إذاعة وتلفزيون عدن .. هكذا هو لسان الحال لدى المواطن في غيظة البهيش ، لحظة إستنفاد مخصص كمية الوقود الذي بالكاد يكفي لمدة عشرين ليلة _ ولسان حاله يبدو هكذا منذ لحظة دخول المنطقة في ظلام دامس عند أول الليالي العشر العجاف .. معاناة مابعدها معاناة .. كدرت الحال ، وعكرت الصفو .. وأثقلت الكاهل .. وبات الترويح عن النفس والبحث عن مايسلي الخاطر ضرورة ملحة للمواطن .. وليس هناك أدعى له ولا أروح و أنسب من فرقة "البندر" فلديها من العروض المسرحية المسلية ، والمشاهد الفكاهية ماهو كفيل بإعادة البسمة على شفاه الجميع .. وقد جربت بعض المناطق هذا النوع من الترفيه وكانت النتائج باهرة .

لجنة المشاريع الخدمية بالمنطقة برئاسة الأستاذ : محمد صالح باحديج _ هذه اللجنة التى تحاول تسخير كل طاقاتها وجهودها ، وكل مابحوزتها من وسائل وإمكانات في سبيل استمرار الخدمة للمواطن .. واستطاعت أن تتسلم إدارة المشاريع الخدمية حين أحجم الآخرون ، وحين تقاعس الكثيرون .. فأزمة الوقود التي نتجت عن الأزمة السياسية بالمحافظة تجعل الإقدام على خطوة كهذه يعد نوعا من المجازفة والمغامرة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. إذ كان الفشل في إدارة المشاريع الخدمية في ضل أزمة وقود خانقة _ أمر حتمي متوقع حدوثه ، ولا سبيل لاجتنابه .

إلا أن أبا صالح ورفاقه كانوا عند مستوى الحدث ، وعلى قدر عال من الشجاعة ، و المسؤلية .. حيث استطاعوا أن يسخروا كل طاقاتهم وإمكاناتهم وكل ماكان متاحا لديهم ، و بكل تفاني وإخلاص من أجل استمرار الخدمة ، لمنطقتهم وأهلهم ومجتمعهم .. فلم يتركو وسيلة ولا جهة ذات صلة أو علاقة .. إلا و طرقوا بابها ، وأطلعوها على حجم المعاناة التي تمر بها المنطقة إثر نقص مخصص الوقود .. وليس أدل على مساعي اللجنة وجهودها من أن تأتي ساعة متأخرة من الليل ورئيس اللجنة الأستاذ : محمد صالح _ عالقا في جولة الريان يبحث عن وسيلة نقل تعيده إلى منطقته ، بعد أن قضى نهارا كاملا بين المؤسسات والدوائر الحكومية المختصة لاستخراج هذه الكمية العشرينية .. وهي صورة من الصور التي تعكس حجم الجهود ، والمساعى التي تبذل من أجل المواطن واستمرار الخدمة لديه .

وجهود اللجنة ومساعيها ونجاحاتها أكبر من أن تحتاج إلى مزيد من الشرح ، و البسط ، و الإيضاح .. فلو لم يكن لهذه اللجنة من المنجزات والنجاحات _ إلا استمرار الخدمة ذات العشرين ليلة هذه فقط ، في ضل هذا الركام الهائل من الأزمات والمعوقات .. لكان كافيا أن يجعلها محل تقدير واحترام المواطن .. فكيف إذا أضفنا إلى ذلك محاولاتها ومتابعاتها المستمرة التي تهدف إلى تعزيز و تطوير المشاريع الخدمية والتي تتمثل في تواصلها ومتابعتها المستمرة من خلال رفع المطالب والمقترحات إلى السلطة المحلية بالمديرية ، و أبرز تلك النجاحات :
- لقد نجحت مؤخرا ادارة المشروع في رفع اسم محطة كهرباء غيضة البهيش التوليديه ظمن كشوفات محروقات بترو مسيله مباشرة. مما يجعل كمية الوقود التي سيتم اعتمادها تسهم في رفع ساعات التشغيل إلى 12 ساعة في اليوم .

- كذلك قيام ادارة المشروع بجهود جباره لاخراج غاطس البئر الأول الذي ظل خارج الخدمه لسنوات بالتنسيق مع مؤسسة المياه بالمحافظة لاصلاحه عبر ورشة المؤسسة واعاده تأهيله وتركيبه مره أخرى واصلاح مولد كهرباء مشروع المياه .
- وأ يضا اعتماد خطه صيانه متكامله للشبكه الهوائيه لمشروع الكهرباء ومحولات الضغط العالي ، والمنخفض للشبكه وتنظيم مسارات الخطوط ، وفقا لتوجيهات السلطه المحليه بالمحافظة بالتنسيق مع مؤسسة الكهرباء بالمحافظة .. ولاتزال مساعي اللجنة وجهودها مستمرة لتحقيق كل مايتتطلع إليه أبناء المنطقة .

تصريح السلطة المحلية بالمديرية ممثلة بالمدير العام الدكتور خالد حسن الجوهي فيما يخص مشروع الطاقة الشمسية الذي ورد في تقرير إعلام المشروع بالمنطقة بتاريخ : 1/6/2025 والذي مفاده أن السلطة بالمديرية أقرت واعتمدت لمنطقة غيظة البهيش أولويه قصوى لتنفيذ هذا المشروع الحيوي ، الذي يأتي بدعم و تمويل من البنك الدولي ، و تنفيذ مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع "اليونبس" .. هذا الخبر أثلج الصدور ، وأعاد الأمل لدى المواطن ، وعزز لديه الثقة بالسلطة المحلية التى شابها شئ من الفتور .. كونه أثبت أن أزمة المنطقة ومعاناتها الشديدة .. محل اهتمام وتقدير السلطة وضمن أولوياتها .

فالمتوقع أن يوفر مشروع الطاقة الشمسية المزمع تدشين العمل فيه خلال الشهرين القادمين ، خدمة تشغيل على مدار ال 24 ساعة وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على حياة المواطن ورفاهيته .. وهي لحظة فارقة بكل تأكيد ستكون إن شاء الله في تاريخ المنطقة الخدمي تستحق عليها كل الجهات التي تسعى لإنجاحها كل الشكر والتقدير .

كما أن هناك انفراجة أخرى قادمة على ما يبدو .. تعزز و ترفع سقف التفاؤل لدى المواطن ، وذلك من خلال لقاء يوم الإثنين الموافق 11/8/2025 بمكتب ديوان المحافظة الذي جمع الأمين العام صالح عبود العمقي برؤساء المشاريع الخدمية بمديريتي بروم ميفع ، و حجر .. والذي كرس لمناقشة تزويد المشاريع الخدمية بكمياتها من المحروقات من مادة الديزل بشكل سريع ومنظم .

ويبقى المواطن "مستبشرا نشوان بماخصه المولى" بهذه التصريحات ، واللقاءات ، والوعود الصادرة عن سلطة المحافظة ، وسلطة المديرية .. ينتظر بفارغ الصبر أن تترجم تلك اللقاءات وتلك التصريحات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن .. وأن يرى الطحين الذي لطالما أن سمع مقدامته بشكل مستمر .. وحين تأتي لحظة السعد هذه .. تكون رائعة محمد عبده زيدي الشهيرة .. والله بلدنا .. نورت .. حينها فقط تكون هي لسان الحال ، ولسان المقال .. وإلى أن يحين ذلك اليوم يبقى المواطن يعاني ظلام العشر الليالي من كل شهر .