سالم العولقي: رجل المهمات المستحيلة في معركة استعادة أراضي الدولة
الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - 08:37 م
صوت العاصمة | خاص | حافظ الشجيفي
ليس التطبيل هوانا، ولا المجاملة ديدننا، فالكلمة عندنا مسؤولية، نوزنها بميزان الحق والإنصاف، نقف فيها بصلابة إلى جانب كل من يضع نصب عينيه خدمة الصالح العام، ونسجلها بكل فخر واعتزاز لكل من يبذل غاليًا ونفيسًا في معركة البناء وإعادة الأمور إلى نصابها، حتى ولو لم يحالفه النجاح الكامل، فالنوايا الطاهرة والجهود المخلصة هي في ذاتها انجازٌ يستحق الإشادة.
ومن هذا المنبر، وفي خضم معركة مصيرية تشهدها عدن والجنوب عامة، نشير اليوم الى شخصية وطنية استثنائية، تحمل على عاتقها عبء ملفٍ من أعقد الملفات وأكثرها إشكالًا، إنه الأستاذ سالم ثابت العولقي، رئيس الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة. الشاب الذي لا يأتي إلى ساحة إلا حاملًا معه هِمة المُصلح وعزيمة المناضل وإرادة البناء.
ففي مكتبه، لا يجلس رئيس هيئة عادي، بل قائدٌ يجاهد في ساحة معركة حقيقية، معركة ضد الفوضى والاستباحات والتشابكات القانونية التي التفت لعقود حول أراضي الدولة، لتحولها إلى متاهات من القضايا الشائكة التي "ليس لها طرف"،، خاصة في فرع عدن، حيث تتداخل المطالب وتتعقد الأمور وتتقاطع المصالح.
إن المهمة التي ينهض بها العولقي ليست بمهمة إدارية روتينية، بل هي ثورة تصحيحة شاملة، تواجه تاريخًا طويلاً من الإهمال والاستغلال والفساد، وتتحدى أطرافًا كثيرة وقوية اعتادت على جعل المال العام والممتلكات الوطنية غنيمةً شخصية. فهو يخوض معركة شرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتحتاج إلى أكثر من قرار إداري، وإلى شجاعة نادرة ونزاهة لا تتزعزع ووطنية تخترق الصخر.
والعولقي، الذي أثبت جدارته وكفاءته في مناصب ومسؤوليات سابقة، يأتي إلى هذه المعركة وهو مسلح بسجل حافل من النزاهة والوطنية والإخلاص. فهو ليس بالرجل الجديد على ساحات التحدي، بل هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب. ونحن لا نراهن على مجرد مسؤول، بل نراهن على رجل ثبت أنه لا يخشى في الحق لومة لائم، وأن مصلحة الوطن وحدها هي التي تقود خطاه.
ولأن الرجال يُعرفون بالعمل لا بالكلام، فقد بادر العولقي مؤخرًا بإصدار قرارات هيكلية جريئة تمثل البداية العملية والفعلية لمسيرة التصحيح والتنظيم في أراضي عدن. هذه القرارات، على أهميتها، هي مجرد خطوة أولى على طريق طويل وشائك، يحتاج إلى دعم لا محدود من كل الأطراف، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، وإلى وقفة صادقة من كل الشرفاء والمخلصين أبناء هذه الأرض. فمعركة استعادة هيبة الدولة وممتلكاتها هي معركة كل جنوبي غيور، وليست معركة جهة أو شخص بمفرده.
إننا، ونحن نكتب عن الأستاذ سالم العولقي، لا نبالغ في وصفه ولا نتكلف في إطرائه، بل ننصف الرجل ونقدر الجهود الجبارة التي يبذلها في ساحةٍ يعلم الجميع صعوبتها. فهو نموذج للموظف العام الذي وهب نفسه لخدمة وطنه، متحملاً تبعات موقفه بشجاعة.
نقول له: لك التحية والإجلال، فاستمر على دربك الذي لا يعرف غير المصلحة العامة هدفًا، واعلم أن وراءك أناسًا يؤمنون بك وبدورك، وهم بانتظار أن تكلل جهودك بالنجاح، لتكتب صفحة جديدة ناصعة في تاريخ إدارة ممتلكات الدولة، تكون عنوانًا للانتصار في إحدى أعقد معاركنا الوطنية والتاريخية للستعادة دولتنا الجنوبية.