#تسقط_الاعاشه
الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - 11:42 م
صوت العاصمة | صدام البصلي
أيها المتخمون في فنادق الخارج، الذين يكتبون بيانات التبرير بمداد الدولار، بأي وجه تتحدثون عن "الوعي" و"المسؤولية" وأنتم لم تعيشوا لحظة واحدة من جحيم الداخل؟
أين كانت غيرتكم حين المعلم بلا راتب منذ أشهر؟ أين كانت مسؤوليتكم حين الجندي يبيع سلاحه ليطعم أطفاله؟ أين كان وعيكم حين الموظف يقف في طابور الديون؟
أنتم آخر من يحق له أن يعظ الناس بالصبر، وآخر من يملك حق توزيع صكوك الوطنية، لأن بطونكم المنتفخة من الإعاشة المسروقة لا تعرف معنى الجوع، وأجسادكم المسترخية على أسرة الفنادق لا تدرك برد ليل الجبهات ولا شقاء الفصول الدراسية.
تقولون: "لا تهاجموا الشرعية، العدو الحوثي!"
والسؤال: أليس من الخيانة أن تبرروا تحويل ملايين الدولارات إلى الخارج بينما الداخل ينهشه الجوع والحرمان؟
الحوثي عدو واضح، لكن أي شرعية تُصبح بلا قيمة إن تحولت إلى أداة لنهب الشعب وتجويعه، الوطنية ليست أن تبرر الفساد، الوطنية أن توقفه.
فمن يسرق الشعب لا يقل خطورة عن من يحاصره.
ومن يعيش على دموع المعلمين وصبر الجنود ليس سوى وجه آخر للكهنوت الذي تتباكون على جرائمه.
فاصمتوا، فالشعب لم يعد يطيق وعظكم المنافق.
أنتم المشكلة، لا الحل.
وأنتم العار، لا الشرعية.