ثقافة وفن



نَجَاحٌ كَبيرٌ لِلمَرْكزِ الثقافيّ بيتهوفن فِي تُونسَ وَسمفونيته السَادِسةِ

السبت - 06 سبتمبر 2025 - 09:40 ص

نَجَاحٌ كَبيرٌ لِلمَرْكزِ الثقافيّ بيتهوفن فِي تُونسَ وَسمفونيته السَادِسةِ

تونس/صوت العاصمة/مجيب الرحمن الوصابي:

في الرقاب، على تخوم سيدي بوزيد، لم يولد المركز الثقافي بيتهوفن بالتونسي صدفة، بل جاء كصرخة حلم في وجه العزلة، وكبرهان حيّ على أن الثقافة ليست ترفاً، بل حقّ إنساني أصيل. منذ 2019، تحوّل هذا الفضاء من فكرة شبابية صغيرة إلى بيت واسع يتنفس موسيقى ومسرحاً وسينما، ويزرع بذور الأمل في قلوب الناشئين.

على مدى ست سنوات، كان المركز أشبه بمنارة صغيرة في أرض عطشى للفن. هناك، تعلم الشباب كيف يعانقون المسرح، وكيف يترجمون أحلامهم إلى ألحان، وكيف يحولون القصص الصامتة إلى صور تتحرك على الشاشة. وهناك أيضاً، ولدت Prise Band Beethoven، فرقة موسيقية حملت اسم المركز وروحه، وخرجت لتجوب أصواتها حدود الرقاب إلى القرى المجاورة.

مهرجان السمفونية: موعد للحلم الجماعي
من أبرز ما أنجزه المركز، يظلّ مهرجان السمفونية، الذي تحوّل إلى تقليد سنوي منذ 2019. هذه السنة، حملت الدورة السادسة رسالة مضاعفة: احتفاء بالفن، واحتفاء بالمرأة. لم يكن المهرجان مجرد سلسلة عروض، بل كان فسحة للحوار والورشات، ومساحة أعادت للفن دوره الأول: أن يكون جسراً يصل الهامش بالعالم.

وهنا يظهر سرّ النجاح: العمل الجماعي.
أحمد عبيدي، المؤسس، وضع البذرة الأولى. خولة عمري نسجت الخيوط بخيط من تنسيق وإشراف. رجاء مبروكي قادت الجانب اللوجستي والتنظيمي. رازي صالحي حمل الفن إلى أطفال مدرسة ريفية في قبرار. ونرجس صياحي منحت الأطفال فسحة من الإبداع في ورشاتهم الفنية.

لكن خلف هذه الأسماء، يقف أكثر من خمسة وثلاثين شاباً وشابة من المتطوعين، حملوا على أكتافهم مهمة التنظيم والتنشيط والإشراف. ومعهم مؤسسات محلية ومدنية مدت يد العون: شركتا Coala و العامرة، دار الشباب الرقاب، دار الثقافة بالرقاب، مركز إفريقيا للبحث عن أرضية مشتركة، برنامج Rose، المندوبية الجهوية للتربية، المدرسة الابتدائية بقبرار، جمعية النساء أولاً، جمعية تعليم، والجمعية التونسية للطفولة والشباب.

كل اسم، كل متطوع، كل مؤسسة، لم يكن رقماً عابراً في القائمة، بل كان نغمة في هذه السمفونية التي عزفتها الرقاب بأصواتها.

اليوم، بعد ست سنوات من الإصرار، صار المركز الثقافي بيتهوفن بالتونسي علماً من أعلام الثقافة البديلة. ثقافة لا تأتي من فوق، بل تنبع من الناس وإليهم. ثقافة تحكي بلهجتهم، تحاكي يومياتهم، وتمنحهم أفقاً أوسع من حدود الجغرافيا.

هكذا، يتواصل العزف… سيمفونية بعد أخرى، حلمٌ صغير يزداد اتساعاً، ورسالة تقول:
إن الفن حين يسكن القلوب، يصير أقوى من أي قيد.



الأكثر زيارة


«التسريح لا يُسقط الحق: ضابط يرفع علم دولته المؤجَّلة».

الجمعة/19/ديسمبر/2025 - 04:13 م

في هذه الصورة لا نرى رجلًا يرفع علمًا فحسب، نرى عمرًا كاملًا ينهض من الانكسار، وسنواتٍ من الإقصاء القسري تقف على أطراف الأصابع لتلامس القماش الملوّن ك


الجنوب يفرض الواقع.. وصنعاء تنتظر القرار! .

الجمعة/19/ديسمبر/2025 - 06:51 م

كنا نسمع لسنوات الإعلام الشرعي والإخواني يردد أن الجنوب يستحيل عليه استعادة دولته لأنه لا يملك ممثلًا حقيقيًا، وكانوا في كل مرحلة يفرّخون لنا مكوّنات


الأعجم يفكك "شيفرة" التخادم الحـ.و.ثي والإخـ.وان ويوجه رسالة.

الجمعة/19/ديسمبر/2025 - 08:48 م

في رسالة سياسية اتسمت بالوضوح والمكاشفة، وجه رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" الأستاذ عدنان الأعجم خطاباً هاماً إلى قيادة المملكة العربية السعودية، أكد فيه


بن لزرق: الصراع في حضرموت والمهرة "أخطر" من حرب 2015 ويهدد ب.

الجمعة/19/ديسمبر/2025 - 06:31 م

حذر الصحفي البارز، فتحي بن لزرق، من خطورة التصعيد السياسي والعسكري الجاري في محافظتي حضرموت والمهرة، واصفاً إياه بأنه الصراع الأكثر خطورة في اليمن منذ