أخبار محلية



يوم العلم الجنوبي 10 سبتمبر.. واستحضار زمن التعليم الذهبي

الخميس - 11 سبتمبر 2025 - 12:33 ص

يوم العلم الجنوبي 10 سبتمبر.. واستحضار زمن التعليم الذهبي

صوت العاصمة / كتب / فهد حنش أبو ماجد



أولت الدولة الجنوبية التعليم مكانة استثنائية منذ بزوغ فجر الاستقلال الوطني عام 1967م وحتى الوحدة المشؤومة في عام 1990م، فجعلت منه ركيزة أساسية لبناء الإنسان وإرساء نهضة المجتمع، فاعتمدت مجانية وإلزامية التعليم في جميع مراحله «الأساسي، الثانوي، والجامعي»، وكرست جهودها على محو الأمية حتى استطاعت بشهادة منظمة اليونسكو أن تقلص نسبتها إلى ما دون 2% منتصف ثمانينيات القرن الماضي، واحتلت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأولى على مستوى دول الجزيرة العربية في جودة التعليم عام 1985م.

هذه المنجزات لم تكن وليدة الصدفة بل ثمرة سياسات تعليمية مدروسة، كرّمت المعلم ومنحته مكانة اجتماعية مرموقة، فوفرت له الدولة راتب يكفل له حياة مستقرة، وسنت قوانين صارمة تحمي حقوقه المادية والمعنوية للدلالة على قدسية مهنته وتجعل منه محور العملية التعليمية وعماد النهضة التربوية.

كما أولت الدولة عناية بالغة بتأهيل المعلمين عبر معاهد متخصصة ودورات تدريبية منتظمة، وحرصت على إشراك المجتمع في بناء المدارس خصوصاً في القرى والمناطق النائية لتنشأ ثقافة مجتمعية ترى في التعليم مشروعاً جماعياً ومسؤولية وطنية.

ولم تغفل الدولة جانب الخدمات الطلابية، فأنشأت الأقسام الداخلية، ووفرت المواصلات للطلاب والمعلمين لنقلهم إلى مدارسهم بكل يسر، وأقامت مدارس للبدو الرحل، وأرسلت البعثات والمنح الدراسية إلى الخارج دون أي وساطات، فصار كل بيت جنوبي يرى في العلم أفقاً للنهضة ووسيلة للخلاص من مخلفات الماضي «الفقر والجهل والمرض».

ولتعزيز نهج الدولة الجنوبية وسياستها التعليمية وخلق روح الإبداع والتنافس من خلال المحفزات المادية والمعنوية اعتمدت الدولة يوم العاشر من سبتمبر "يوماً للعلم" مناسبة وطنية للاحتفاء بالعلم يتم فيها تكريم المتفوقين والمبدعين من الطلاب والمعلمين والإداريين على المستويين المركزي والمحلي في مشهد يعزز روح التنافس الشريف، ويذكي شعلة الإبداع، ويجعل من التعليم قيمة راسخة لا مجرد مرحلة عابرة.

لقد تحولت تجربة التعليم في الجنوب إلى نموذج يُحتذى به عربياً إذ استطاعت الدولة رغم شح الإمكانيات وصعوبة الظروف أن تحقق إنجازات نوعية في بناء الإنسان حتى كادت البطالة أن تختفي بفضل الاهتمام بالتعليم بكافة مجالاته منها التعليم التقني والمهني وربطه بحاجات سوق العمل، ولهذا بقيت تلك المرحلة الذهبية محفورة في ذاكرة الأجيال كأجمل ما عرفه الجنوب من نهضة علمية وتربوية.

غير أن هذه المكاسب لم تسلم من الأستهداف والتدمير بعد عام 1990م حيث جرى استهداف منظومة التعليم الجنوبي بشكل ممنهج، فأُضعفت الدافعية للتعليم، وهمّش المعلم، وغابت السياسات الراعية للعقل والإنسان، لتعود البلاد إلى دوامة الجهل والتخلف على حساب قيم التنوير والثقافة المدنية الحديثة.

وهكذا يبقى يوم العلم الجنوبي محطة لاستعادة أمجاد الماضي، وفرصة لاستلهام الدروس لبناء حاضرٍ يليق بتاريخ الشعب الجنوبي، الذين صاغوا بالعلم نهضة وطن وكرامة أمة.



الأكثر زيارة


السعودية والخاسر الاستراتيجي من أي صدام جنوبي - جنوبي – قراء.

الخميس/25/ديسمبر/2025 - 09:22 م

كتب/ طلال لزرق في خضم الأحداث التي تشهدها المحافظات الشرقية، أي صدام عسكري بين قوات درع الوطن وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمكن التعامل معه كحادث


تحذير طبي: مسكّن شائع يهدد قلبك.

الجمعة/26/ديسمبر/2025 - 02:17 ص

وجدت دراسة حديثة أن الترامادول، وهو مسكّن أفيوني يوصف لعلاج الألم المزمن، يخفف الألم بشكل محدود ويزيد من احتمالية التعرض لمشاكل قلبية ضارة. وقام الباح


حلف قبائل حضرموت يعلن تأييده لبيان السلطة المحلية وقرارات ال.

الخميس/25/ديسمبر/2025 - 04:25 م

أعلن حلف قبائل حضرموت، اليوم، تأييده الكامل للبيان الصادر عن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، والذي جاء خلال اجتماع عُقد بحضور الأمين العام للمجلس المحل


عاجل | النخبة الحضرمية تحكم سيطرتها على وادي نحب بحضرموت .

الجمعة/26/ديسمبر/2025 - 11:21 ص

تمكنت قوات النخبة الحضرمية من إحكام سيطرتها الكاملة على جميع معاقل المتمردين في وادي نحب بمحافظة حضرموت. وأسفرت العملية العسكرية التي نُفذت لتطهير هضب