في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية من مسيرة نضال شعب الجنوب، وبعد سنوات طويلة من القهر والمعاناة وقطع المرتبات وتدمير الخدمات، جاء الوقت الذي لا يُسمع فيه إلا صوت الجماهير الهادرة.. صوت الشارع الجنوبي.
إن قرارات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي ليست مجرد نصوص تُقرأ أو بيانات تُعلَّق، بل هي مشروع وطني كبير بحاجة إلى تأييد شعبي واسع يترجم على الأرض عبر خروج جماهيري عارم يعلن للعالم أجمع:
"نحن هنا.. نحن مع قرارات قيادتنا، ونحن أصحاب الكلمة الفصل في رسم مستقبل الجنوب".
المديح لا يكفي، ولا الكلمات وحدها تبني الأوطان. إنما الشارع هو الركيزة الصلبة التي تُرسّخ كل قرار، وهو الذي يمنح الشرعية الشعبية لأي خطوة تتخذها القيادة السياسية. ومن دون الجماهير لن يستطيع أي قائد مواجهة المؤامرات والتحديات المحلية والإقليمية والدولية.
اليوم، الجنوب بحاجة إلى أن ينهض أبناؤه جميعًا:
العسكريون حماة الأرض والسلاح.
الموظفون الذين ذاقوا مرارة القهر والحرمان.
الطلاب الذين يحملون حلم الغد.
التجار والمغتربون الذين يشكلون رافعة اقتصادية للوطن.
الأساتذة والنخبة المثقفة التي تصوغ وعي الأمة.
هؤلاء جميعًا يجب أن يتحركوا كطوفان واحد ليؤكدوا أن قرارات الرئيس الزُبيدي ليست قرارات شخصية، بل قرارات شعب كامل يرفض الوصاية والتبعية، ويسعى لبناء دولته الجنوبية المستقلة.
إن العالم يراقب الجنوب اليوم بدقة، وينتظر الإشارة: هل يقف الشعب خلف قيادته؟ وهل هناك التفاف جماهيري حول خطوات الرئيس الزُبيدي؟
وما إن يرى العالم الملايين تهتف في الشوارع، حتى يدرك أن إرادة الجنوبيين لا يمكن كسرها، وأن أي قوة لن تستطيع أن توقف زحفهم نحو الحرية.
ولذلك، فإن توسيع المشاركة الشعبية وتفعيل دور المجلس الانتقالي ومنظماته الجماهيرية في قيادة هذا الحراك الثوري هو واجب وطني لا يحتمل التأجيل. يجب أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، ليس للمطالبة بتوسيع الشراكة أو الترضيات السياسية، بل للضغط الكبير والعلني من أجل تسليم الجنوب لحكومة جنوبية خالصة تعبّر عن طموحات أبنائه.
الشعب هو صانع الانتصارات.. والقرارات القوية لا تكتمل إلا بجماهير أقوى فلنصنع من الشارع في ثورة بيضاء تهتف باسم الجنوب، وتُرعب خصومه، وتُعلن بوضوح: خلف الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.. مع الجنوب الحر المستقل.. حتى تحقيق النصر الكامل.