الجنوب.. شعب العزة ومجد الثورة الذي لا يزول
الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - 11:46 م
بقلم / اسامة العمودي
في صباحٍ جنوبيٍّ تفيض فيه العزة من جبال الضالع الشامخة، وتتناثر فيه ملامح الكرامة من وجوه الرجال والنساء والأطفال، شهد الجنوب العربي اليوم مشهداً يليق بتاريخه ومجده، حين احتشدت الجماهير الجنوبية في مليونية 14 أكتوبر المجيدة، لتجدد العهد وتؤكد للعالم أن روح الثورة ما زالت تنبض في قلوب الأحرار، وأن الجنوب لا يُهزم ما دام هذا الشعب واقفاً، أبيّاً، مخلصاً لقضيته.
لقد كانت الضالع اليوم عاصمة المجد، ومنارة الفخر، وهي تحتضن بين جبالها سيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رمز الإرادة الجنوبية وصوتها الصادق، الذي حضر ليشارك الجماهير فرحتهم ووفاءهم لثورة 14 أكتوبر التي غيّرت مسار التاريخ وكسرت قيود الاستعمار، وأشعلت شعلة الحرية في سماء الجنوب العربي.
يا لها من لحظة عظيمة حين ترى شعب الجنوب يصنع المشهد بنفسه، بأعلامه المرفوعة، وهتافاته الصادقة، ووجوهه التي تشبه الأرض التي أنجبته.. أرض الصمود والعزة والكبرياء. لقد تجلت في ذلك الحشد المليوني ملحمة وفاء تؤكد أن الجنوب ليس مجرد أرض، بل هو هوية وكرامة وتاريخ نضالي كتب بدماء الشهداء وبصبر الأبطال.
في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، يبرهن الجنوب أنه لا يزال وفياً لتضحيات من فجّروا الثورة الأولى، وأن الجيل الجديد يحمل الشعلة ذاتها، ويكمل المسيرة ذاتها، نحو استعادة الدولة وبناء مستقبلٍ يليق بتلك التضحيات.
إن هذا الشعب العظيم، الذي خرج اليوم من كل المدن والقرى والجبال والسواحل، ليجتمع في الضالع، لم يخرج لاحتفالٍ عابر، بل خرج ليقول للعالم أجمع:
> نحن الجنوب العربي.. نحن من كتبنا التاريخ بالدم، وسنكتبه من جديد بالكرامة والسيادة والحق المشروع في فك الارتباط واستعادة دولتنا الحرة المستقلة.
لقد كان مشهد اليوم تجسيداً لوحدة الصف الجنوبي، وبيعة جديدة لقيادته السياسية والعسكرية، وإعلاناً واضحاً أن الجنوب ماضٍ بثباتٍ وإيمانٍ نحو تحقيق هدفه الوطني الكبير.
سلامٌ على الجنوب وأرضه وشعبه.
سلامٌ على كل من رفع رايته في وجه الريح.
وسلامٌ على ثورة أكتوبر المجيدة التي أضاءت لنا درب الحرية، وأبقت جذوة العزة متقدة في صدورنا جيلاً بعد جيل.
الجنوب اليوم لا يُحتفل به فقط.. بل يُحتفى به لأنه الكرامة التي لا تموت.