أخبار محلية



قطع الكهرباء في عدن: جريمة تعذيب جماعي ووسيلة لإذلال شعب بأكمله

الخميس - 16 أكتوبر 2025 - 11:47 م

قطع الكهرباء في عدن: جريمة تعذيب جماعي ووسيلة لإذلال شعب بأكمله

صوت العاصمة/ متابعات



ما يحدث في عدن اليوم يتجاوز كل حدود الإنسانية، فهو ليس مجرد أزمة كهرباء عابرة، ولا هو انقطاع خدمة يمكن التغاضي عنه. إنه عملية تعذيب منهجية ممنهجة، تُنفذ بدم بارد وبأوامر سياسية علنية، بهدف كسر إرادة الإنسان العدني وإذلاله. إنها جريمة تستخدم الظلام والحر والعطش كجنود لتحقيق أغراض سياسية دنيئة.



أن تترك مدينة بأكملها، هي عاصمة الجنوب العربي التاريخي، غارقة في الظلام لأكثر من 24 ساعة متواصلة في بعض الأحيان، هذه ليست إهمالاً إدارياً، بل هي عقوبة جماعية يدفع ثمنها الأطفال والنساء والمرضى والعجزة. إنه حصار بري يستخدم سلاح الكهرباء لخنق الحياة من حناجر الناس.



كيف يصبح الانقطاع تعذيباً؟ إنه تعذيب للمرضى حيث تتوقف أجهزة التنفس في المستشفيات، وتفسد الأدوية في الثلاجات، وتُلغى عمليات الغسيل الكلوي. كل دقيقة ظلام هي حكم إعدام لمرضى يعتمدون على أجهزة كهربائية للبقاء على قيد الحياة. وهو تعذيب للنفوس حيث يحول الحر اللاهب والرطوبة الخانقة حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، ويجعل النوم مستحيلاً والأعصاب تصل إلى حافة الهاوية.



وهو أيضاً قتل ممنهش للحياة الاقتصادية حيث تغلق المحلات وتفسد البضائع وتتوقف الأعمال وتحترق المحركات بسبب التردد المتقطع للتيار. والأكثر إذلالاً أنه يجبر المواطن على العودة إلى عصر الظلام، والبحث عن الماء، والعيش بين قمامة تتعفن بسبب توقف الثلاجات، في عملية إهانة متعمدة لكرامته وإنسانيته.



أما الحديث عن "نقص الوقود" فهو سردية كاذبة ومهترئة لم تعد تخدع أحداً. الجميع يعلم أن الوقود موجود، لكن إرادة سياسية عليا تصدر أوامرها بحجبه عن عدن. إنه قرار بارد لاختبار قدرة تحمل الناس، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنهم رهائن بيد السلطة، وكرامتهم رهينة بإمداداتها.



خلف كل ساعة انقطاع، هناك طفل يبكي من الحر، وامرأة عجوز تتهاوى من الإرهاق، ومريض يكافح من أجل نَفَس، وأب يحترق قلبه عجزاً لأنه لا يستطيع توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لعائلته.



ما يحدث في عدن ليس أزمة طاقة، بل هو جريمة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ترتكب في وضح النهار ضد مدنيين أعزل. العالم ينظر، والضمير الإنساني يصمت، بينما يُقتل شعب بالبطيء باستخدام أبسط أدوات العصر: الكهرباء.



إننا لا نطالب بتحسين الخدمة، بل نستنكر جريمة التعذيب هذه، وندين كل من يلوث ضميره بالمشاركة في قرارها أو تنفيذها أو التستر عليها. تاريخ عدن سيحكم على هؤلاء الجلادين بأنهم لم يحرقوا فقط أسلاك الكهرباء، بل حرقوا آخر جسور الثقة بين الحاكم والمحكوم، وأطفأوا نور العدالة في نفوس الناس قبل أن يطفئوه في شوارع المدينة.



الأكثر زيارة


القَاتُ... خَيطُ السُرةِ الأخيرِ وشرعيّةِ الوجودِ المُطحون .

الخميس/16/أكتوبر/2025 - 01:26 م

فِيْ ممالك الروح اليمانية المتشظية، حيث تتساقط الذوات كأوراق الخريف وتتصدع جدران الأوطان تحت وطأة البارود، يرتفع القات لا كشجرة فحسب، بل كـفلسفة وملاذ


ببالغ الفخر والاعتزاز، نبارك للمهندس أيمن أحمد عبيد بمناسبة .

الخميس/16/أكتوبر/2025 - 07:49 م

ببالغ الفخر والاعتزاز، نبارك للمهندس أيمن أحمد عبيد بمناسبة تعيينه مديرًا لمكتب الأشغال العامة والطرق في مديرية قعطبة – محافظة الضالع، خلفًا للمرحوم ا


مقـ،ـتل “العقل العسكري” لجماعة الح،وثي في غارة إسرائيلية على.

الخميس/16/أكتوبر/2025 - 05:17 م

في تطور نوعي هو الأبرز منذ تصاعد المواجهة الإقليمية، أعلنت مصادر مطلعة مقتل القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد ناصر الغماري، وذلك إثر غارة جوية شنها


قائد اللواء الثاني حزم يهنئ ويشيد بقائد اللواء السادس دعم وإ.

الخميس/16/أكتوبر/2025 - 12:57 ص

أشاد قائد اللواء الثاني مشاة حزم العميد علي فضل حسن العمري عن اعتزازه وتقديره للعميد والقايد سياف المعكر أبو حرب قائد اللواء السادس دعم وإسناد تقديراً