العمل ليلًا يزيد من خطر الإصـ.ـابة بـ"القولون العصبي"
الخميس - 23 أكتوبر 2025 - 03:57 ص
صوت العاصمة : iStock
كشفت دراسة واسعة النطاق نُشرت في مجلة Frontiers in Public Health أن العمل في المناوبات الليلية الدائمة قد يزيد من خطر الإصابة بـ"متلازمة القولون العصبي" (IBS)، من خلال اضطراب الساعة البيولوجية للجسم وتأثيرها على وظيفة الأمعاء.
وأجرى باحثون من جامعة "جياوتونغ" في الصين تحليلًا لبيانات أكثر من 266,000 شخص بالغ ضمن قاعدة بيانات UK Biobank البريطانية. وخلال متابعة استمرت 9 سنوات، تم تسجيل 5,218 حالة جديدة من القولون العصبي، وكان معدل الإصابة أعلى بكثير بين أولئك الذين يعملون دائمًا في المناوبات الليلية.
ما هي متلازمة القولون العصبي؟
اضطراب مزمن في الجهاز الهضمي، يتميز بألم في البطن، وانتفاخ، واضطرابات في حركة الأمعاء (إمساك أو إسهال أو كليهما). أسبابها غير معروفة بالكامل، لكن من المحتمل أن تشمل اختلال محور الأمعاء-الدماغ، وخلل في الميكروبيوم المعوي، والتهابات منخفضة الدرجة، ومشاكل في الحاجز المعوي.
ما علاقة القولون العصبي بالساعة البيولوجية؟
يؤكد خبراء في مجال الصحة أن العمل الليلي يخل بتوازن الساعة البيولوجية، وهي نظام الجسم الداخلي الذي ينظم وظائف عديدة مثل التمثيل الغذائي، والنوم، وإفراز الهرمونات، والاستجابة المناعية. هذا الاضطراب قد يؤدي إلى تغييرات تؤثر سلبًا على صحة الجهاز الهضمي.
نتائج الدراسة
يشير الخبراء إلى أن العاملين بشكل دائم في المناوبات الليلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ"القولون العصبي" بنسبة 36% مقارنةً بمن لا يعملون ليلًا.
ويضيفون بأن الخطر كان أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم BMI فوق 25). كما أظهرت الدراسة أن المناوبات الليلية المتقطعة أو الدورية لم ترتبط بزيادة واضحة في الخطر.
وكما يؤكدون أن العلاقة بقيت قائمة حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر، والجنس، والصحة النفسية، وعادات النوم، والتدخين، والكحول.
ماذا يربط العمل الليلي بالقولون العصبي؟
اضطراب الساعة البيولوجية: يؤدي إلى اختلال توازن بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم)، وانخفاض في حركة الأمعاء، وزيادة في المواد الالتهابية داخل الجهاز الهضمي.
انخفاض هرمون الميلاتونين: هذا الهرمون الذي يُفرز ليلًا، يلعب دورًا في تنظيم النوم وصحة الأمعاء. وقد يؤدي انخفاضه لدى العاملين ليلًا إلى ضعف في حماية الجهاز الهضمي.
نمط حياة غير صحي: كالعادات الغذائية السيئة، وتكرار تناول الأطعمة المصنعة، وقلة النشاط البدني، وهي سلوكيات غالبًا ما ترافق أنماط العمل الليلية، ما يزيد من حدة التأثيرات، لا سيما لدى من يعانون من السمنة.
في النهاية، تشير النتائج إلى أن تجنب المناوبات الليلية المستمرة قد يكون خطوة مفيدة في تقليل احتمالات الإصابة بالقولون العصبي، خاصة بين الأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع.