أدوية الكوليسترول تحمي الذاكرة وتقلل خطر الخرف
الجمعة - 24 أكتوبر 2025 - 03:29 ص
صوت العاصمة : Getty image
لم يعد خفض الكوليسترول مفيدًا لصحة القلب فحسب، بل قد يمتد أثره الإيجابي إلى الدماغ أيضًا، وفقًا لتحليل علمي ضخم شمل نحو مليون مشارك، كشف عن علاقة وثيقة بين انخفاض الكوليسترول وتراجع خطر الإصابة بالخرف.
وخلصت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة بريستول البريطانية ومستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، إلى أن الأدوية الشائعة المستخدمة لخفض مستويات الكوليسترول، مثل الستاتينات والإيزيتيميب، قد تقدم فوائد معرفية إلى جانب دورها في حماية القلب والشرايين.
واعتمد الباحثون في دراستهم على نهج يعرف باسم "العشوائية المندلية"، حيث استخدموا الطفرات الجينية التي تقلل الكوليسترول كبديل عن تناول الأدوية مدى الحياة.
وتكمن أهمية هذا الأسلوب في قدرته على استبعاد العوامل المؤثرة الأخرى، مثل: النظام الغذائي أو النشاط البدني؛ ما يمنح النتائج دقة أعلى.
وأظهرت التحليلات أن الأشخاص الذين يحملون جينات ترتبط بانخفاض مستويات الكوليسترول لديهم احتمال أقل للإصابة بالخرف؛ ما يشير إلى أن الآليات البيولوجية التي تستهدفها أدوية الكوليسترول قد تؤثر أيضًا في صحة الدماغ.
وتقول ليف تيبيرغ نوردستغارد، عالمة الكيمياء الحيوية السريرية المشاركة في الدراسة: "تشير بياناتنا إلى أن الأفراد الذين يمتلكون متغيرات جينية تقلل الكوليسترول يتمتعون بخطر أقل بكثير للإصابة بالخرف لاحقًا في حياتهم".
ويرى الباحثون أن السبب قد يعود إلى تصلب الشرايين الناتج عن تراكم الدهون والكوليسترول، والذي قد يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ؛ ما يؤدي بدوره إلى تلف خلايا عصبية مرتبطة بالخرف.
وأكد الفريق العلمي أهمية إجراء تجارب سريرية مباشرة لقياس تأثير أدوية خفض الكوليسترول على صحة الدماغ، بهدف التحقق من إمكانية استخدامها كوسيلة وقائية ضد الخرف.
ويختتم الباحثون نتائجهم بالقول، إن خفض الكوليسترول في مراحل مبكرة من العمر قد يكون خطوة فعالة للوقاية من أمراض القلب والخرف معًا؛ ما يعزز فكرة أن صحة الدماغ تبدأ من القلب.