عدن تتحدى الإرهـ.ـاب: مطارها خط أحمر في وجه الحقد الحو.ثي
الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - 12:13 ص
صوت العاصمة/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
بعد خمسة أعوام على الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار عدن الدولي وخلف عشرات القتلى والجرحى ‘ عادت مليشيات الحوثي لتصعًد من جديد ضد المطار ‘ ملوًحة بتهديدات إعلامية تتًخذ طابًعا عدائيًا ‘ ما أثار مخاوف من نوايا لاستهدافه مجددًا.
وشنًت المليشيات الحوثية حملة منظمة عبر وسائل إعلامها ومنصًاتها الالكترونية ‘ سعت من خلالها لتشوية سمعة المطار وادًعت أنه غير آمن للمسافرين ‘ في محاولة واضحة لتعطيل نشاطه الحيوي باعتباره الشريان الجوي الأهم في اليمن.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة ليست سوى تمهيد لتبرير اعتداءات محتملة على المطار ‘ ما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة آلاف المدنيين ويعرقل أحد المرافق الاقتصادية والخدمية في البلاد.
*حملة حوثية فاشلة .. ضد المطار:
قال ناشطون جنوبيون إن مليشيات الحوثي تريد “ممر أمن لخبراء القنابل وصانعي العبوات وزعماء الكبتاجون وأن مطار عدن مخصص للمسافرين المدنيين والمرضى والسياح ويتعامل بمعايير العالم ولا يستقبل الإرهابيين ولا يودعهم”.
وتأتي هذه الحملة الحوثية بعد تشديد الإجراءات الأمنية في مطار عدن ‘ وضبط خلايا وعناصر قادمة من الخارج مرتبطة بمليشيا الحوثي.
ويُثير إطلاق مليشيا الحوثي للحملة التي تحمل تحريض ضد المطار والإجراءات الأمنية المتعارف عليها في أي مطار ‘ مخاوف استهداف المليشيات للمطار من قبل المليشيات التي سبق واستهدفت المطار في العام 2020م بهجوم صاروخي.
*من الإرهاب الصاروخي.. إلى حرب الإشاعات:
على مدار الفترات الماضية : ” اعتمدت مليشيات الحوثي على فرضية أن استهداف مطار عدن بالصواريخ سيؤدي إلى توقفه عن العمل ‘ ما يخدم أجندتها في عزل العاصمة عن العالم الخارجي ‘ غير أن مطار عدن ظل يعمل بإصرار ‘ مؤكدًا أن إرادة الحياة أقوى من سلاح الدمار ‘ ومع مرور الوقت ‘ تكشًف فشل هذا الرهان ‘ إذ استطاعت الجهات الأمنية الجنوبية من تنفيذ ضربات استباقية نوعية ‘ أفضت إلى كشف خلايا تجسسيًة كانت تعمل بالتنسيق مع المليشيات ‘ وهو إنجاز أمني كبير ‘ أفقد الحوثيين القدرة على تنفيذ عمليات من داخل المطار وأربك شبكاتهم الاستخباراتية.
*رمز للحياة.. رغم نيران الحرب:
يُعدً مطار عدن الدولي من أهم المرافق الحيوية في اليمن عامة والجنوب خاصة ‘ كونه يُمثًل نافذة العاصمة عدن إلى العالم الخارجي وشريان حياة للملايين من المواطنين والمسافرين ‘ ورغم أهميته الإنسانية والسياسية ‘ لم يسلم هذا المرفق من الاستهداف المتكرر من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية ‘ التي سعت مرارًا وتكرارًا إلى تعطيله ‘ وكان أبرز تلك الاعتداءات الهجوم الصاروخي الغادر في 31 ديسمبر 2020 ‘ لم يكن الهدف من هذا الهجوم التخريب فحسب ‘ بل بث الرعب وكسر الإرادة الوطنية ‘ إلا أن صمود إدارة المطار ويقظة قوات الأمن الجنوبية أفشلت هذه المساعي العدوانية.
*لماذا مطار عدن؟
تساءل سياسيون جنوبيون عن الأنظار الحوثية المتجًهة بشكل رئيسي على مطار عدن ‘ مشيرين بأنها تأتي بالتحديد بعد أيام من إطلاق شركة “طيران عدن” أولى رحلاتها الجوية من المطار الى القاهرة ‘ في خطوة وصفها مسؤولون بأنها تمثل إضافة نوعية لقطاع النقل الجوي في اليمن وتعززً من ارتباطه بالعالم الخارجي.
وبحسب مراقبين : “فإن التصعيد الحوثي يأتي أيضًا بعد فشل المليشيات في اختطاف وقرصنه طائرات جديدة تابعة للخطوط الجوية اليمنية لتشغيل مطار صنعاء ‘ الذي تستخدمه لتهريب الخبراء والأسلحة.
وتسعى المليشيات الحوثية إلى إغلاق مطار عدن بكافة الوسائل ‘ في مُحاولة لاستغلاله كورقة ضغط سياسية مقابل فتح مطار صنعاء ‘ ضمن معادلة تسميها “المطار بالمطار “‘ لابتزاز حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ‘ وفق مراقبين.
*العاصمة صامدة:
يُبرهن مطار عدن الدولي اليوم أنه أكثر من مجرد مرفق مدني ‘ بل إنه رمز لصمود العاصمة عدن وإصرارها على الحياة ‘ لقد فشلت المليشيات الحوثية في إغلاقه بالقوة وفشلت أيضًا في إسقاطه مُجددًا‘ مما يؤكد عجزها عن تحقيق أي من أهدافها ‘ ومن هنا ‘ تتعاظم مسؤولية الجميع في دعم القوات الجنوبية المسلحة ‘ والتحلًي بالوعي الإعلامي لمواجهة التضليل ‘ لان العاصمة عدن ستبقى مفتوحه للعالم ‘ ومطارها سيظل شاهدًا على أن إرادة الصمود أقوى من كل محاولات الإرهاب.
*مطار عدن.. خط أحمر:
أثار تصريحات الحوثيين ‘ موجه استياء وغضب شديد لدى جميع السياسيين والناشطين والكتاب والإعلاميين الجنوبيين والشارع الجنوبي ‘ مؤكدين بصوت واحد بأن مطار عدن منشأة مدنية وبوابة رئيسية لجميع المواطنين ‘ مشددًين بأنه يحاول عبر ذلك من تخويف السلطات الرسمية لتمرير مخططاته عبر المطار.
وأشاروا بأن مطار عدن ليس مبنًى عاديًا ‘ بل شريان حياة يربط الناس بالعالم ‘ والحملة الإعلامية الحوثية عليه ليست سوى محاولة يائسة لعزل الجنوب وكسر إرادته ‘ لكن مطار عدن سيبقى رمز الصمود والانفتاح.
وتساءل الشارع الجنوبي بالقول :” لماذا دمرتم طائرات اليمنية؟ لماذا تسببتم بدمار مطار صنعاء؟ مؤكدين بغضب شعبي عارم بأن مطار عدن لن يكون نافذة بديلة لعناصركم وللسلاح الإيراني وحبوب الكبتاجون ‘ مشددًين بأن مطار عدن شريان حياتهم وعصب اقتصادهم ‘ وهو منشأة مدنية خالصة تخدم الملايين ‘ مجددًين بأن حملات التشوية لن تثني إرادة شعب يؤمن بأن هذا المطار خط أحمر”.
*اللعبة السياسية واضحة:
مساعي الحوثي تكمن في إغلاق مطار عدن ‘ ليُفرض مطار صنعاء كخيار وحيد ‘ إنها استراتيجية للضغط على الشرعية والمجتمع الدولي وتحويل حاجة الناس إلى سلعة للمساومة لكن شعب عدن وأبطالها لن يسمحوا بذلك.
ويؤكد الناشطون بأن الهدف المزدوج من هذه الحرب الإعلامية يتمثل في صرف الأنظار عن إنجازات الامن الجنوبي من جهة ‘ وإثارة القلق والفوضى بين المسافرين والجمهور من جهة أخرى ‘ معتبرًا أن الإرهاب الحوثي قد انتقل من قصف الصواريخ إلى قصف الإشاعة ‘ في دليل واضح على عجزة وفشلة الميداني.
*ختامًا:
مطار عدن ليس مجرد منشأة ‘ بل شريان حياة لكل المواطنين من مختلف المحافظات ‘ بينما الحملة الحوثية ليست سوى امتداد لنهج المليشيات في معاقبه الشعب وقطع أنفاسه واستهداف حق الناس في التنقل والعلاج والسفر.
ويُمثل تحريض مليشيات الحوثي الإرهابية ضد مطار عدن الدولي ‘ يستهدف مباشرة جهود الإعمار والتطوير التي تهدف الى رفع كفاءة المطار الى المعايير الدولية ‘ وكل محاولات الحوثي للنيل من مطار عدن ستفشل ‘ وستبقى عدن بوابة الامل والسلام.