أرقام مفـ.ـزعة وتوعـ.ـد بالملاحقة.. ذمار اليمنية تحت مقصـ.ـلة الإرهـ.ـاب الحـ.ـوثي
الثلاثاء - 11 نوفمبر 2025 - 04:23 م
صوت العاصمة/العين الإخبارية:
على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب صنعاء، تربض مدينة ذمار اليمنية التي تحولت من ممر حيوي للقوافل والمسافرين إلى ساحة رعب وتنكيل.
وأحال الحوثيون ذمار، التي تربط خمس محافظات وتنسب إلى الملك الحميري الشهير "ذمار علي يهبر الأول" وابنه "ثاران يهنعم" اللذين حكما في القرن الأول الميلادي، إلى مدينة أشباح وساحة لقبضة الرعب والخوف.
وخلال 11 عامًا من سيطرة المليشيات، ارتكب الحوثيون في ذمار، موطن الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني، أكثر من 24 ألفًا و827 واقعة انتهاك، في إجرام متسلسل أحال البوابة الجنوبية لصنعاء إلى غابة موحشة.
أرقام مفزعة
أرقام مفزعة وثقها تقرير حديث للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف واسع غير حكومي، عن ذمار اليمنية التي تعد نقطة التقاء تجارية وثقافية بارزة وتربط مدنًا مثل إب وتعز بصنعاء.
التقرير الذي حصلت العين الإخبارية على نسخة منه، رصد 24,827 واقعة انتهاك حوثي خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2015 حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حيث ارتكبت المليشيات 16 نوعًا من الجرائم.
وفي صدارة هذه الانتهاكات، حلّت جرائم القتل خارج نطاق القانون التي بلغت، وفقًا للتقرير، (536) واقعة وطالت مدنيين، بينهم (53) طفلًا و(37) امرأة، فيما سُجّلت إصابة (298) مدنيًا بينهم (43) طفلًا و(27) امرأة.
أما جرائم الاغتيالات والتصفية، فقد وثّق التقرير (22) حالة اغتيال لشخصيات اجتماعية وقيادات سياسية ومشايخ قبليين ونشطاء وعسكريين، وسط انفلات أمني متعمد من قبل مليشيات الحوثي.
وفيما يتعلق بجرائم الاختطاف، تورطت مليشيات الحوثي في اختطاف (2341) مواطنًا من أبناء محافظة ذمار منذ انقلابها أواخر 2014 وحتى العام الجاري، أُفرج عن بعضهم، فيما لا تزال المليشيات تختطف في سجونها (689) مدنيًا، بينهم (138) حالة اختطاف ارتكبتها المليشيات بحق مدنيين خلال العام الجاري.
وبحسب التقرير، فإن بين المختطفين (97) سياسيًا، و(49) إعلاميًا وحقوقيًا وأصحاب رأي ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، و(78) تربويًا، و(89) عسكريًا، و(65) فلاحًا، و(19) طفلًا، و(32) من الشخصيات والرموز القبلية والاجتماعية، و(260) من فئات أخرى كخطباء وأئمة ورجال أعمال وأطباء وأكاديميين وغيرهم.
أما جرائم الإخفاء القسري، فقد سجل التقرير (128) حالة إخفاء قسري لا يزال أصحابها في سجون سرية، ولم تفصح مليشيات الحوثي عن أي معلومات متعلقة بوضعهم الإنساني.
كما وثّق فريق الرصد (27) حالة قامت فيها المليشيات الحوثية بأخذ أشخاص كرهائن.
وباعتبار ذمار ممرًا إلى صنعاء، فقد ارتكبت المليشيات (4321) حالة توقيف تعسفي لمسافرين بدوافع سياسية أو مناطقية أثناء مرورهم من المحافظة.
كما شيّد الحوثيون نحو (26) سجنًا سريًا وعامًا في مدينة ذمار وضواحيها، وافتتحوا نحو (30) مقبرة تُعرف بـ"الروضات" في ذمار التي توصف بـ"الخزان البشري" للجماعة المدعومة من إيران.
وفقًا للتقرير، ارتكب الحوثيون (18) حالة اغتصاب لأطفال ونساء، و(274) حالة تعذيب نفسي وبدني، بينها (12) حالة وفاة نتيجة التعذيب في سجون الحوثي، و(15) حالة وفاة نتيجة استخدام المختطفين دروعًا بشرية.
كما رصد التقرير (105) حالات اعتداء جسدي تعرض لها مدنيون، بينهم (98) عامل نظافة تعرّضوا للضرب وإطلاق النار والاحتجاز من قبل المليشيات أثناء تنفيذهم إضرابًا شاملًا للمطالبة برواتبهم.
تفجير واقتحامات
ولم تسلم محافظة ذمار من جرائم التفجير والتفخيخ، حيث طالت (39) منزلًا و(6) محلات تجارية، بالإضافة إلى حالتي تفجير لمساجد، وحالة واحدة لتفجير دار لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية.
واقتحم الحوثيون (2304) منازل، بينها (15) حالة إحراق، و(267) حالة نهب منازل ومصادرة ممتلكات.
كما وثق التقرير (176) حالة مصادرة أملاك خاصة ونهب، و(27) حالة نهب ممتلكات عامة، و(109) حالات اقتحام لمرافق حكومية، منها تحويل (12) مرفقًا حكوميًا إلى ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى (38) منشأة مدنية تستخدمها المليشيات لأغراض عسكرية.
وسجل التقرير (32) حالة اعتداء على دور عبادة، و(166) عملية اقتحام مرافق تعليمية، و(34) حالة اعتداء على مرافق صحية، وإغلاق واحتلال (7) مدارس دينية، و(234) عملية استيلاء على أراضٍ منظورة أمام القضاء من قبل مشرفين وقيادات حوثية.
كما سُجلت (26) حالة نهب واقتحام لمقرات حزبية، و(14) حالة نهب واقتحام لمؤسسات وجمعيات خيرية، و(9) حالات منع جمعيات خيرية من العمل واعتقال مسؤوليها، و(32) حالة نهب مال عام.
ورصد التقرير أيضًا (432) حالة إتلاف لمزارع المواطنين، و(8) حالات تفجير وتضرر خزانات ومشاريع مياه، بالإضافة إلى تهجير أكثر من (2143) أسرة.
كذلك وثق التقرير (12) حالة إنشاء معسكرات وتخزين أسلحة، و(56) حالة حواجز تفتيش ثابتة، و(133) نقطة تفتيش مؤقتة، و(1304) حالة فرض رسوم جمركية وإتاوات غير قانونية، و(18) حالة حرمان من خدمات، و(455) حالة مصادرة مرتبات قبل التوقف الكامل.
كما رُصد (4781) حالة تجنيد أطفال في صفوف مليشيات الحوثي تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا.
وبحسب المعلومات الموثقة لدى الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن (2019) طفلًا قُتلوا أثناء مشاركتهم في القتال مع الحوثيين في جبهات مختلفة، فيما أُصيب (1475) طفلًا آخرون، ووقع (132) طفلًا مجندًا في قبضة الجيش اليمني والمقاومة كأسرى حرب.
ولا يزال (1855) طفلًا يقاتلون إلى جانب مليشيات الحوثي.
كما وثّق التقرير عشرات الجرائم بحق الإعلاميين، منها (154) واقعة انتهاك بحق حرية الرأي والتعبير والإعلام، فضلًا عن تحويل مبنى وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى غرفة عمليات لإدارة نشاطها التوسعي، وكذلك إدارة الإعلام بجامعة ذمار وأجهزتها الإعلامية إلى مكتب إعلامي خاص بالمليشيات.
كما رصد التقرير (142) حالة انتهاك طالت نشطاء حقوق الإنسان في المحافظة، توزعت بين (13) حالة قتل، و(57) حالة اعتقال، و(23) حالة تعذيب، و(9) حالات إخفاء قسري، و(17) حالة مداهمة منازل، و(16) حالة نهب ممتلكات، فضلًا عن مغادرة العشرات من النشطاء والحقوقيين للمحافظة وتفضيل العيش خارجها.
توعد بالملاحقة
إلى ذلك، توعّد رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات محمد العمدة قادة مليشيات الحوثي بالملاحقة والمحاكمة، خاصة مع رصد تورط (80) قياديًا حوثيًا في الجرائم بمحافظة ذمار.
وأكد العمدة لـ العين الإخبارية أن هذه الجرائم تُعد "جرائم خاصة لا تسقط بالتقادم".
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي اعتمدت مبدأ الجرم بالتبعية، في تنفيذها لجزء كبير من الانتهاكات التي تنطوي على معاقبة شخص لشخص، لا ذنب له سوى أن له قرابة بشخص ثالث يفترض أنه المتهم بارتكاب المخالفة.