"مفاجأة علمية".. دواء حب الشباب يقلل من خطر الفصام
الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - 02:02 ص
صوت العاصمة : Getty image
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة إدنبرة عن ارتباط لافت بين استخدام مضاد حيوي واسع الانتشار بين المراهقين لعلاج حب الشباب، وبين انخفاض احتمالات الإصابة بمرض الفصام في مرحلة البلوغ.
وبحسب الباحثين، فإن المراهقين الذين راجعوا خدمات الصحة النفسية وتناولوا دواء الدوكسيسيكلين كانوا أقل عرضة للإصابة بالفصام لاحقا مقارنة بمن تلقّوا أنواعا أخرى من المضادات الحيوية.
ورغم أن النتائج لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، يشير الباحثون إلى أن تأثيرات الدواء على الالتهابات والجهاز المناعي وموت الخلايا قد تلعب دورا في منع التغيرات العصبية المرتبطة بتطور المرض، وفقا للمجلة الأمريكية للطب النفسي.
ويُعد الفصام من الأمراض العقلية الخطيرة التي تؤثر على نحو 23 مليون شخص حول العالم، ويظهر عادة في أواخر المراهقة أو بداية العشرينيات، وتتمثل أبرز أعراضه في الهلوسات والأوهام والتفكير غير المنظم واضطرابات السلوك.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من ثلثي مرضى الذهان لا يحصلون على الرعاية المتخصصة التي يحتاجونها.
ويُستخدم الدوكسيسيكلين عادة لعلاج حب الشباب لدى المراهقين، وتشير دراسات حديثة إلى قدرته على عبور الحاجز الدماغي، ما يجعل تأثيره المحتمل على الدماغ موضوعًا لاهتمام متزايد.
وفي الدراسة الجديدة، حلل فريق يقوده الخبير النفسي إيان كيليهير بيانات أكثر من 56 ألف شخص وُلدوا في فنلندا بين 1987 و1997، ممن استخدموا خدمات الصحة العقلية خلال المراهقة وتلقوا مضادات حيوية في تلك المرحلة.
وأظهرت النتائج أن خطر الإصابة بالفصام خلال السنوات العشر التالية كان أقل بنسبة تتراوح بين 30 و35% لدى من تلقّوا الدوكسيسيكلين، إذ انخفضت النسبة من 2.1% بين مستخدمي المضادات الحيوية الأخرى إلى 1.4% بين مستخدمي الدوكسيسيكلين.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الفروق قد تعود إلى تأثيرات الدواء على الالتهاب الدماغي أو على عملية "تقليم" الوصلات العصبية، التي تُظهر بعض الدراسات أنها تلعب دورًا في تطور المرض.