أخبار دولية

دائرة الظل.. كيف يرسم رجال إياد أغ غالي "خريطة الفوضى" في الساحل الأفريقي؟

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 02:16 ص

صوت العاصمة/ إرم نيوز

يُحكم إياد آغ غالي، زعيم جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وأحد أبرز المطلوبين في منطقة الساحل الأفريقي، قبضته على التنظيم عبر شبكة ضيقة من القادة الميدانيين الذين يديرون العمليات بعيدًا عن الأضواء.

ويمتد تأثير هؤلاء "الاستراتيجيين الخفيين" من وسط مالي وحتى حدود بنين وتوغو، حيث يشرفون على التخطيط العسكري وتنسيق الهجمات وتوسيع نطاق السيطرة.

وتكشف هذه الدائرة المغلقة عن بنية تنظيمية محكمة تمنح الجماعة قدرة عالية على المناورة، وتفسّر استمرار تهديدها رغم الضربات العسكرية المتتالية التي تعرضت لها.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، يعتمد آغ غالي على مجموعة من القيادات التي تمتلك خبرة طويلة في ميادين القتال، وترتكز على روابط قبلية وعمليات تعبئة دينية مكثفة، ما يتيح لها إدارة مناطق نفوذ واسعة تمتد عبر مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويُظهر الهيكل القيادي توجهًا واضحًا نحو توزيع الأدوار بين قادة تاريخيين وجيل جديد أكثر جرأة، في مسعى لتعزيز حضور الجماعة وتوسيع انتشارها.

ويتقدم سيدان آغ هيتّا هذه الدائرة، بصفته الرجل الثاني في التنظيم وسكرتيره العام. وقد صعد نجمه بعد سلسلة من الضربات التي طالت كبار القياديين، ليصبح المسؤول الأول عن الملفات الحساسة، وفي مقدمتها ملف الرهائن والتفاوض حول الفدى، إضافة إلى دوره العملياتي في منطقة كيدال شمال مالي. ويُنظر إليه كأبرز المرشحين لخلافة آغ غالي مستقبلًا.

أما أمادو كوفا، قائد كتيبة ماسينا، فيشكّل محور التمدد في وسط مالي، إذ استثمر حالة السخط الشعبي لدى مجموعات الفولاني جراء التجاوزات الأمنية، ليحوّل تلك البيئة إلى منصة تجنيد واسعة. ويحتفظ كوفا بنفوذ دعوي وعسكري يمنحه موقعًا متقدمًا داخل المجلس الاستشاري للتنظيم، ما يجعله شريكًا رئيسيًا في صياغة الاستراتيجية العامة.

ويعتمد تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" على تقسيم مناطقه إلى "ولايات" عملياتية يقود كل واحدة منها أمير يتولى إدارة الهجمات وفرض الزكاة ومراقبة تحركات الجيوش الحكومية والمتعاقدين الروس.

ويبرز في هذا السياق حمزة التبانكورتي في غاو، بينما يتولى أبو عبد الرحمن الجزائري قيادة العمليات في تمبكتو، في حين يقود ولي الدين ساكو الهجمات في جنوب مالي مستهدفًا محاور الإمداد الحيوية، بما فيها قوافل الوقود القادمة من ساحل العاج.

وفي منطقة المثلث الحدودي شديدة الحساسية، يدير أبو حمزة الشنقيطي عمليات ضد القوات المالية والبوركينية وضد مجموعات "داعش".

أما في بوركينا فاسو، فيقود جعفر ديكو، زعيم جماعة "أنصار الإسلام"، توسعًا ميدانيًا لافتًا جعل الجماعة لاعبًا حاسمًا في المشهد الأمني خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب المجلة، برزت داخل التنظيم أسماء جديدة مع تقدم القيادات التاريخية في السن، من بينها محمود باري، المسؤول الدعوي في كتيبة ماسينا، وبينا ديارا الذي أصبح الواجهة الإعلامية للجماعة ومهندس سياسة "حرب الوقود"، إضافة إلى عثمان ديكو المكلّف بإعلان الهجمات في بوركينا فاسو.

وأكد تقرير "جون أفريك" أن هذه البنية الهرمية المحكمة تمكّن إياد آغ غالي من مواصلة توسيع دائرة نفوذ الجماعة، مستفيدًا من قدرات رجاله وشبكاتهم المحلية، ما يجعل التنظيم أحد أبرز مصادر التهديد في منطقة الساحل المضطربة.