حين يلتقي الالم والخذلان

الأربعاء - 15 مارس 2023 - الساعة 01:16 ص

الكاتب: عادل حمران - ارشيف الكاتب

هذه الصورة بعثرت مشاعري، ( واعني صورة الدكتور صالح احمد التي تم تداولها بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي)، تسمرت في مكاني وشبكت عشري على راسي، وانا اتامل في هذه الصورة التي قالوا انها صورة الدكتور صالح أحمد، لا لا مش معقول هذا الدكتور صالح.

من يعرف الدكتور يعرف بان الحياه معه جميلة بكل تفاصيلها، والجلسات معه لا تمل من الضحك والسلا، كلماته تبقى محفورة في الذاكرة، شخص بشوش مرح انيق جميل بسيط خفيف الظل لا يمل من كلامه ولا الحديث معه.

احبه بكل جوارحي منذ زمان، عشت في منزله ابان الابتدائية، وكانت من اجمل ايامي في عدن، مازلت اتذكر تفاصيله وحياته وكلماته وضحكاته، آخر لقاء التقيته ايام الحرب في الضالع، كنا مستغربن بان دكتور يشارك الجنود في الدفاع عن الوطن قال لي حينها هذه المرحلة كلنا عسكر دفاعا عن بلادنا.

الدكتور افنى سنين عمره في خدمة الوطن والعلم وتربية وتعليم الاجيال، قضى ربيع حياته في سبيل الوطن والعلم، وبات اليوم وحيدا يصارع سموم الكبد، التي اوشكت على التوقف بعد سنين من الصراع والعقاقير التي هزمت دكتورنا وحطمت جسمه وصحته وابتسامته وعافيته، وحطمت قلوب محبيه جميعًا.

ان الدكتور اليوم يحتاج الى وقوف كل المخلصين والميسورين معه لكي يستطيع السفر الى احد مشافي الخارج وعمل زراعة كبد بعد ان تليفت وكبده وبات يقضي اصعب أيامه وحيدًا، ادرك يا دكتور كم نحن مقصرين معك اعتذر لك اليوم وكلي امل بان صوتي سوف يوصلك وستسمع اعتذاري قبل ان تفارق الحياه، وخصوصا وانك تدرك بانني عاجز عن منحك العافية التي خسرتها وان كانت كبدي تليق بك فاقسم انها لن تغلا عليك.

دكتور اشعر بك الآن وانت تشعر بخذلان الجميع، وتصارع الوجع وحدك، تشعر بالغربة وتدرك كم الحياة رخيصة والبشر تافهون الا من رحم الله، حين تموت سيحبوك فجئة يا عزيزي، وسوف يتسابقون جميعا في انزال صورتك وانت بجانبهم سيخبرون الناس انك كنت صديقهم، وربما سيقولون لنا انك كنت لا تستطيع العيش بعيدًا عنهم، سوف يطربونك باوصاف هائلة والقاب فخمة لكنك لن تحتاج اي شيء منها ولن تغنيك كافة الالقاب حينها قد اضطر الى شتمهم جميعا واخبارهم بانهم تركوك وحدك وانك متت من الوجع والخذلان.