متى نلتقي؟

الإثنين - 30 يونيو 2025 - الساعة 09:16 م

الكاتب: عبدالحميد السقلدي - ارشيف الكاتب

متى نلتقي؟ليس سؤالًا من عابرٍ يمرّ، بل هو صرخة قلب، وهمسة شوق، وحنين إلى لحظة تكتمل فيها الصور، وتنتصر فيها المعاني على المسافات.
في زمنٍ طغت فيه العزلة، واحتجبت فيه القلوب خلف شاشات ومواعيد مؤجَّلة، نشتاق إلى اللقاء…
فَتعالَوا نرتِّب اللقاءات كما يشتهيها الوجدان:
متى نلتقي في النقاش؟
حين نصغي لا لِنرد، بل لِنفهم.
حين نختلف بلا خصومة، ونتحاور بلا سلاح.
حين نضع العقل في المقدمة، ونترك للقلوب فرصة أن تتصافح من خلف الكلمات.
حينها نلتقي… لأن الكلمة تصبح جسراً لا جدارًا.

“النقاش الذي لا يُفسد للودّ قضية، هو لقاء العقول الراقية.”
متى نلتقي في التواصل؟
حين نُرسل الرسائل لا لِنعاتب، بل لِنطمئن.
حين يصبح الاتصال عادةً قلبية، لا عبئًا ثقيلًا.
حين نمدّ اليد قبل أن نُشهِر الموقف، ونسأل: “كيف حالك؟” بدلًا من: “لماذا غبت؟”

“التواصل روح العلاقات… من انقطع تواصله، مات حبّه ببطء.”
متى نلتقي في الوطن؟
حين يعود المنفى غريبًا، وتصبح الأرض حضنًا لا جرحًا.
حين يتّسع الوطن للجميع، وتُمحى الحدود من القلوب قبل الخرائط.
حين لا نخاف من اختلافنا، بل نعتزّ به.
نلتقي حين لا يحتاج أحدنا إلى إثبات وطنيّته، بل يكفيه أن يُحبّ.
متى نلتقي في الوطن؟ أحسن من أن نلتقي ونحن غرباء في أرضٍ يُفترض أنها لنا.
متى نلتقي في الوطن ونبنيه جميعًا، لا متفرّقين ولا مشكوك في انتمائنا؟
متى نحتفل بالعيد في وطننا… ونشعر أن الوطن ملكٌ للجميع، لا حكرٌ على أحد؟

“الوطن ليس مكانًا فقط… بل لقاء بين الذاكرة والكرامة.”
متى نلتقي في الوطن لنتفاهم؟
متى نعيش في وطنٍ يتّسع للتنوّع ولا يضيق به؟
متى نلتقي لنتفاهم سياسيًا دون تخوين،
وحزبيًا دون تعصّب،
ودينيًا دون تعارض،
وثقافيًا دون إقصاء؟
نلتقي حين نعترف أن الخلاف ليس عيبًا، بل طبيعة إنسانية،
وأن التعددية ليست خطرًا، بل مصدر غنى وثراء.
نلتقي حين نُدرك أن بقاء الوطن لا يكون بصوتٍ واحد… بل بأصواتٍ متعددة تُنشد السلام.

“الوطن لا يُبنى بالولاء الأعمى، بل بالتفاهم الناضج، والقبول العادل.”
متى نلتقي في التفاهم؟
حين نُدرك أن لكلٍّ منا عالمًا داخليًا لا يُرى،
وأن التفاهم ليس تطابقًا، بل احترامٌ للاختلاف.
نلتقي حين نُحسن الظن، ونُلقي سلاح التأويل،
ونبحث عن المساحات المشتركة بدلًا من تضخيم الفجوات.

“التفاهم هو أن تجد نفسك في عين الآخر، رغم أنك مختلف عنه.”
واخيراً متى نلتقي في الدنيا؟
قبل أن يجمعنا الله في دارٍ لا فُرقة فيها،
فلنلتقِ هنا… حيث العتاب مُمكن، والاعتذار مقبول، والقلوب تنبض.
نلتقي في الدنيا حين لا نؤجِّل السلام، ولا نكتم الشوق، ولا نستكبر على الصفح.
نلتقي حين نُدرك أن الموت ليس أول اللقاء، بل آخر الفُرص.

“من لم يزرع الوصل في دنياه… فلن يحصده في ذكراه.”
متى نلتقي؟
حين تُشرق أرواحنا قبل وجوهنا،
وحين تسبق النوايا الكلمات،
وحين نُدرك أن اللقاء لا يُنتظر… بل يُصنَع.
فمتى نلتقي …..!!!!؟؟؟

مقالات صحفية

متى نلتقي؟

الكاتب: عبدالحميد السقلدي - ارشيف الكاتب

قد يهمك ايضا

ما سر التحركات الإيرانية داخل منشأة فوردو بعد الضربات الأميركية؟ ...

ثلاثي إيران الخطر .. ثمن لابد ما يدفعه الإيرانيين ...

صرخة بالنار في وجه الجوع.. مواطن يشعل جسده احتجاجًا على جحيم الحو .ثي بهذه المحا ...

الأكثر زيارة

خبير عسكري يتوقع سقوط مدوٍ لمليـ.ـشيا الحـ.ـوثي في اليمن .

بن بريك: الإر .هاب والـ.حو .ثي لن ينتهيا إلا بنهاية إخوان ال.

بعد غياب ثلاث سنين .. لعكب يظهر بهذه المحافظة على رأس قوات ج.

طفل صغير يكشف جريمة قـ.ـتل والدته في هذه المحافظة! "تفاصيل ص.

ما سر التحركات الإيرانية داخل منشأة فوردو بعد الضربات الأميركية؟ ..

ثلاثي إيران الخطر .. ثمن لابد ما يدفعه الإيرانيين ..

صرخة بالنار في وجه الجوع.. مواطن يشعل جسده احتجاجًا على جحيم الحو .ثي بهذه المحا..

أخبار محلية

أخبار دولية

تقارير

مجتمع مدني

منوعات

قناة العاصمة