وحدة بلا وحدة

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 01:37 ص

الكاتب: انور الرشيد - ارشيف الكاتب

تكلمت في العديد من المقالات بشأن الوحدة بين الأقطار العربية والإسلامية التي لا يزال البعض يحلم بها وفق القواعد والأسس العتيقة التي أثبت تطبيقها عبر التاريخ بأنها في النهاية تفشل وتنتهي، واليوم نجد أمامنا حالة من حالات الوحدة التي فشلت ورغم فشلها لا يزال البعض متمسكًا بها ليس حبًّا في الوحدة بحد ذاتها، وإنما تترتب عليها مصالح له، ومستعدًّا لأن يقاتل من أجلها بحجة الوحدة.

قلتها وأكررها للمرة المليون بأني وحدويّ عروبيّ للنخاع، ولكن أي وحدة قسرية مرفوضة أو وحدة تقوم على أسس لا تنتمي لهذا العصر وحدة مرفوضة جملةً وتفصيلًا.

اليوم يصارع الشعب الجنوبي لأجل عودة دولته وهذا حقه المشروع ليس كُرها بالوحدة وإنما لأنه لم يؤخذ رأيه بها من الأساس؛ ومن ثم بعد أن دخل تلك الوحدة بنية صادقة قوبل بالغدر بها فأكثر من مائتين من القيادات الجنوبية تمت تصفيتها بكواتم الصوت في صنعاء، ومن ثم تم احتلال الجنوب عسكريًّا فعن أي وحدة تتحدثون؟!!!

الأمر الأخطر هو التدخل الإقليمي في وحدة يدَّعي بأنه مع الوحدة ولكن سياساته ضدها، وهذا ما هو مجسَّد في الجنوب العربي، لذلك أنا على قناعة تامة بأن المجتمعيْن الدولي والإقليمي لا يهمه لا وحدة ولا غيرها بقدر ما يهمه استمرار الواضع على ما هو عليه لسبب بسيط، وهو أنهم يعتقدون بأن استقرار الجنوب سيشكل خطرًا عليهم، وهذا وهم لا أساس له من الصحة.

دعوني أقول لكم سرًّا من الأسرار الجنوبية التي لم تذعْ حسب علمي وقالها لي رئيس جنوبي استقبل صدام حسين ذلك رئيس، وهو لا يزال حيًّا يرزق، أطال الله عمره، وطلب منه الزحف على دول الخليج ومن الجنوب، وصدام يزحف عليها من الشمال فصعق الرئيس ورفض ذلك، ولم يلتقِ به مرة أخرى.

ما أود قوله هو يا دول الخليج، لا خطر من الجنوب بالعكس سيكون عامل تبريد للساحة ناهيكم عن بعد استراتيجي بعمقه الواسع، سبق وأن نصحت في عام 2006 بعدم ترك اليمن عموما شوكة في الخاصرة الخليجية بهذا الشكل المريع، ولا بد من ضمه ودعمه ليس بالطرق التقليدية، وإنما على أسس تنموية وحذرت من انفجاره، وانفجر بالفعل، واليوم دعونا نتلاحق على الجنوب قبل أن ينفجر ونفقده.

فهل تنقذ دول الخليج الجنوب؟

هذا ما آمله…