تُعد فوردو رمزًا لقدرات إيران التكنولوجية في تخصيب اليورانيوم، حيث تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى نسب تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة جدًا من الـ90 في المائة المطلوبة لصنع سلاح نووي.
تحيط بها دفاعات جوية وأبراج حراسة على مسافات قصيرة، بالإضافة إلى وجود نقاط تفتيش مسلحة بشكل مكثف حول محيطها.
تم الكشف عن منشأة "فوردو" في عام 2009 بعد أن أعلنت استخبارات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن وجود منشأة نووية سرية لا تتوافق مع برنامج نووي سلمي، ما أثار توترات دولية كبيرة.
تقع داخل قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وتخضع لمراقبة أمنية مشددة تشمل أبراج حراسة متعددة على مسافة 25 مترًا، وأنظمة دفاع جوي موزعة حولها، بالإضافة إلى وجود مقر دعم عسكري قريب.
وتحيط بالمنشأة حلقتان ضخمتان من الأسوار الفولاذية مع نقاط تفتيش مسلحة، وتضم ثلاثة مداخل نفقية رئيسية تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها أو اقتحامها.
ثانيا: نطنز
مُجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، جنوبي طهران. ويضم المجمع منشآت تشمل محطتي تخصيب: محطة تخصيب الوقود الضخمة تحت الأرض ومحطة تخصيب الوقود التجريبية فوق الأرض.
كانت مجموعة معارضة إيرانية تقيم في الخارج كشفت في عام 2002، أن إيران تبني سرا مجمع نطنز، مما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران بشأن نواياها النووية والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
وشيدت منشأة تخصيب الوقود على نطاق تجاري تحت الأرض ليتسنى لها استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي. وتضم المحطة حاليا نحو 16 ألف جهاز طرد مركزي، منها تقريبا 13 ألفا قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم إلى 5%.
ويصف دبلوماسيون على معرفة بمجمع نطنز محطة تخصيب الوقود بأنها تقع على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض. وكان هناك نقاش طويل بخصوص حجم الضرر الذي قد يلحق به جراء غارات جوية إسرائيلية.
وقد لحقت أضرار بأجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب الوقود بطرق أخرى، عبر أمور منها انفجار وانقطاع للتيار الكهربائي في أبريل/نيسان 2021، وقالت إيران إنه هجوم شنته إسرائيل.
أما محطة تخصيب الوقود فوق الأرض فتضم بضع مئات فقط من أجهزة الطرد المركزي، لكن إيران تقوم بالتخصيب فيها حتى نسبة نقاء 60%.
ثالثا: أصفهان
تملك إيران مركزا كبيرا للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها.
ويضم هذا المركز مصنعا لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة تحويل اليورانيوم التي يمكنها معالجته وتحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي. ويقول دبلوماسيون إن إيران تخزن أيضا اليورانيوم المخصب في أصفهان.
وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية بالغة الحساسة فيما يتصل بالانتشار النووي لأنها يمكن أن تستخدم في تصميم قلب القنبلة النووية.
وقالت وكالة الطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها في عام 2022 بأنها "موقع جديد".