تحليل: اعتقال شخصيات حوثية يثير جدلاً سياسياً ويسلط الضوء على تماسك مجلس القيادة الرئاسي
السبت - 12 يوليو 2025 - 02:53 ص
صوت العاصمة | خاص
أثارت الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال الشيخ الزايدي والوزير هشام شرف ضجة سياسية وإعلامية واسعة في اليمن.
فبينما يرى محللون أن هذه الاعتقالات تعكس يقظة أمنية وتكشف عن تحركات استخباراتية حوثية، انتقد الباحث حسام ردمان الطريقة التي تعاملت بها الشرعية اليمنية ووسائل إعلامها مع هذه المتغيرات، مشيراً إلى أن الجدل الدائر حولها يهدد بتحويل الفرص الأمنية إلى مشكلات سياسية.
في تحليله، أكد ردمان أن هذه الحوادث تعكس "يقظة أمنية محمودة" للأجهزة الرسمية، وتكشف عن انكشاف واضح لطرق التهريب السرية للحوثيين. كما اعتبر أن هذه الاعتقالات مؤشر مهم على "حالة هجرة قيادية" من صنعاء نحو المناطق التي تسيطر عليها الشرعية.
والأهم من ذلك، وفقاً لردمان، أن هذه الأحداث كشفت عن "تناغم سياسي لافت" داخل مجلس القيادة الرئاسي؛ إذ تحركت الأجهزة الأمنية في عدن بناءً على توجيهات ومتابعة من الرئيس رشاد العليمي، بينما تحركت السلطة المحلية في المهرة بتوجيهات ومتابعة من اللواء عيدروس الزبيدي. واعتبر أن هذه "الروح التعاونية" تبعث على التفاؤل.
على الرغم من النجاح الأمني، انتقد ردمان التعاطي السياسي والإعلامي للشرعية مع هذه الأحداث، مشيراً إلى عدة نقاط سلبية:
* تحويل القوة إلى ضعف: تم تصوير الاشتباك الأمني في المهرة مع مجاميع مسلحة على أنه مؤشر ضعف، في حين أنه يعكس قوة أمنية، بدليل نقل الزايدي إلى الغيضة تحت إشراف اللجنة الأمنية بالمحافظة.
*خلق جدل عقيم: تحولت القضية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جدل حول صراع الدولة والقبيلة. كما تم تداول أنباء كاذبة عن الإفراج عن الوزير شرف، مما أثار جدلاً غير مفيد بين أنصار مأرب وأنصار عدن.
* خطاب اليأس: تم الترويج بأن الشرعية قد تفرج عن الرجلين تحت ضغوط خارجية، وهو ما اعتبره ردمان "خطاباً يائساً وعدمياً" يعكس فقدان الثقة لدى الرأي العام، لكنه لا يبرر "فقدان الرشادة السياسية".
اختتم ردمان تحليله بالقول إن الخاسر الوحيد في هذه الأحداث هو الحوثي، مؤكداً أن "هناك قيادات حوثية وصلت ليد الشرعية". واعتبر أن الجهات الأمنية قامت بالصواب من خلال التحفظ عليهما وحسن معاملتهما.
وأضاف أن مصير المعتقلين، سواء بالإفراج عنهم بهدف استمالتهم سياسياً واجتماعياً أو الإبقاء عليهم للمقايضة الأمنية، لا يستدعي كل هذا "الصخب الأعمى".