نجح فريق من الباحثين في جامعة بيرم التقنية الروسية في ابتكار تقنية غذائية واعدة قد تُحدث تحولاً في طرق مكافحة مرض السكري من النوع الثاني، وذلك من خلال إنتاج مواد غذائية تحتوي على مركّبات طبيعية تعمل بشكل مشابه للأنسولين.
التقنية الجديدة تعتمد على تركيبة نباتية مميزة تضم نبات الأرقطيون والخرشوف القدسي، تم تخميرها باستخدام بكتيريا البروبيوتيك Lactobacillus plantarum، وجرى تعزيز فعاليتها من خلال تعريضها للموجات فوق الصوتية. وقد طُوّرت هذه التركيبة على شكل مسحوق يُستخدم كمكوّن أساسي في تصنيع أطعمة ومشروبات وظيفية، أبرزها جبن السلوغوني ومشروب “الكومبوتشا” المعروف أيضاً بـ”فطر الشاي”.
وأشار العلماء إلى أن جبن السلوغوني الناتج عن هذه التقنية يتميز بقوام ناعم ونكهة متجانسة تجمع بين طعم الحليب المخمر ولمسة خفيفة من العسل، كما يحتوي على نسبة مرتفعة من مادة الإينولين التي تلعب دوراً حيوياً في تحسين توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء (الميكروبيوم) وتنظيم مستويات السكر في الدم.
أما مشروب الكومبوتشا المصنّع باستخدام هذه التركيبة النباتية، فقد أظهر خصائص داعمة لصحة الجهاز الهضمي، مع تأثيرات خفيفة مضادة للبكتيريا، تسهم في تحسين المؤشرات السكرية لدى مرضى السكري، خاصة عند تحضيره بماء مغلي أو مبرد.
ويرى الباحثون أن هذه المنتجات تمثل توجهاً بديلاً للعلاج التقليدي، حيث يمكن أن تكون إما بديلاً طبيعياً للأدوية أو مكملاً داعماً لها، في ظل التركيز المتزايد على التغذية الوظيفية كأداة فعالة للوقاية من الأمراض المزمنة. وتشير هذه التطورات إلى مستقبل واعد يمكن فيه للغذاء أن يلعب دوراً محورياً في العلاج، لا سيما لمرضى السكري من النوع الثاني.