تقرير : عزيمة الرئيس الزبيدي تحسم مصير الجنوب .. لا عودة للوراء … قطار التحرير مستمر
الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - 12:54 ص
صوت العاصمة/ تقرير / غازي العلــوي :
من حضرموت إلى المهرة.. القوات الجنوبية تكسر حواجز النفوذ الشمالي وتعيد مدن الشرق إلى حضن الجنوب ..
انتصارات الجنوب العربي تفتح الباب أمام فجر الدولة المنشودة
بخطط محكمة وقيادة صارمة.. القوات الجنوبية تقترب من تثبيت واقع سياسي جديد في الجنوب
أبطال الصفوف الأمامية يقودون النصر الجنوبي
الإفراج عن الأسرى وتثبيت الأمن.. الانتقالي يرسل رسائل تهدئة بعد الانتصار
شهدت محافظتا حضرموت والمهرة تحولاً لافتاً خلال الأيام الماضية بعد سلسلة عمليات نفذتها القوات الجنوبية، نجحت خلالها في بسط سيطرتها على مناطق استراتيجية لطالما ظلت خارج نفوذها. هذا التحول جاء في سياق غضب شعبي ممتد تجاه قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ارتبط وجودها في وادي حضرموت بسنوات من الانتهاكات والاضطراب الأمني.
عملية “المستقبل الواعد”: الانطلاقة الخاطفة
بدأ التغيير منذ اللحظات الأولى لانطلاق عملية “المستقبل الواعد”، التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية ، حيث تحركت وحدات النخبة الحضرمية والقوات الجنوبية بخطة دقيقة هدفت إلى تطهير وادي وصحراء حضرموت من قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي كان المجلس الانتقالي يعتبرها قوة احتلال حزبية تابعة للإصلاح. وبزمن قياسي، استطاعت القوات دخول مدينة سيئون، الحدث الذي مثّل نهاية مرحلة كاملة من السيطرة العسكرية التي امتدت لعقد كامل.
تفكك “أسطورة” المنطقة العسكرية الأولى
أدى دخول القوات الجنوبية إلى سيئون وسيطرتها على المواقع الحساسة إلى انهيار منظومة نفوذ المنطقة العسكرية الأولى، التي طالما اتُهمت بممارسة التضييق والبطش بحق أبناء حضرموت. ومع تقدم القوات، تلاشت مراكز القوة التقليدية، وانسحبت الوحدات العسكرية بعد سنوات من التحصينات والانتشار المكثف. وهكذا، سقطت “الأسطورة” التي ظلّت لعشر سنوات تشكل رمزاً للنفوذ العسكري الشمالي في الوادي.
السيطرة على قطاعات النفط وتأمين المنشآت الحيوية
مع تقدم العملية، وسّعت قوات النخبة الحضرمية انتشارها لتفرض سيطرتها الكاملة على الشركات النفطية في المسيلة ومحيطها، بعد انسحاب قوات حماية حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش إثر اشتباكات محدودة. وقد جاء هذا الانتشار في إطار تأمين المنشآت النفطية ووقف التهديدات المتزايدة التي كانت تشهدها المنطقة، خاصة مع دخول جهات مختلفة على خط الصراع للسيطرة على موارد الوادي.
انتقال الزخم العسكري نحو المهرة
في الوقت الذي اكتملت فيه السيطرة على حضرموت، بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل في محافظة المهرة. فقد شهدت المحافظة ترتيبات عسكرية هادئة أفضت إلى تسليم معظم النقاط والمعسكرات للقوات الجنوبية دون أي مواجهات. وجاء ذلك تنفيذاً لتفاهمات بين قيادات الانتقالي وقيادات عسكرية في المهرة، تجنبت من خلالها المحافظة أي صدام مسلح قد يهدد الاستقرار المحلي. وصول القوات الجنوبية إلى مدينة الغيضة جاء ليضع اللمسات الأخيرة على هذا الانتقال السلس للسيطرة.
الإشراف المباشر للرئيس القائد عيدروس الزبيدي
كان لهذه التطورات سند سياسي وعسكري مباشر من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي أعلن مراراً أن لا تراجع عن مسار استعادة كامل أراضي الجنوب. وقد جاءت العملية نتيجة تنسيق محكم بين قيادات عسكرية جنوبية بارزة، استطاعت ترجمة التوجيهات العليا إلى نتائج ميدانية ملموسة، ما عزز ثقة الشارع الجنوبي بفعالية هذه القيادات وقدرتها على إدارة المعركة.
تهدئة النفوس وإعادة ضبط الأمن
وفي خطوة هدفت إلى تعزيز الاستقرار، وجّهت قيادة المجلس الانتقالي بالإفراج عن جميع الأسرى الذين تم احتجازهم أثناء المواجهات، باستثناء المتورطين بجرائم جسيمة. هذه الجهود جاءت لتأكيد أن العمليات العسكرية كانت موجهة لضبط الأمن وإنهاء الفوضى، لا لإثارة النزاعات بين المكونات المحلية. ومع تراجع حالة الانفلات التي كانت تسيطر على الوادي، بدا واضحاً أن حضور القوات الجنوبية يعيد ضبط المشهد الأمني ويمهّد لمرحلة جديدة من الاستقرار.
انطلاق مشروع سياسي جديد للجنوب
اعتبر المجلس الانتقالي أن الانتصارات المتتابعة في حضرموت والمهرة خطوة مفصلية في طريق استعادة الدولة الجنوبية. فالمكاسب العسكرية لا تنفصل عن الرؤية السياسية التي يعمل عليها المجلس، والتي تضع حضرموت والمهرة في قلب المشروع الوطني الجنوبي. ومع سقوط مراكز النفوذ القديمة وبروز واقع جديد على الأرض، بدأت أصوات قيادية في الانتقالي تتحدث عن اقتراب لحظة “ميلاد دولة الجنوب”.
أثبتت أحداث حضرموت والمهرة أن القوات الجنوبية دخلت مرحلة جديدة من التنظيم والفعالية، قادرة على إحداث تغييرات استراتيجية خلال وقت قصير وبتكلفة محدودة. ومع التوجيه المباشر للرئيس عيدروس الزبيدي والدعم الشعبي الواسع، بات الجنوب يقترب من إعادة صياغة واقعه السياسي والعسكري، وفتح الباب أمام مرحلة قد تغيّر مسار تاريخه الحديث بشكل كامل.
نحو غدٍ أكثر وضوحاً وإشراقاً
في خضم هذه التحولات المتسارعة، تبدو الأحداث وكأنها تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة تتقدم فيها القوى الفاعلة بثبات نحو أهدافها، مدفوعة بعزيمة لا تعرف التردد. ومع توالي الانتصارات التي تحققت على الأرض، أصبح المشهد العام يوحي بأن مسار التغيير قد بدأ فعلاً، وأن العجلة التي دارت لن تعود إلى الخلف مهما تعددت الضغوط أو تعاقبت التحديات.
وتشير التطورات إلى أن المنطقة تتجه نحو واقع أكثر استقراراً، حيث تتضح ملامح مستقبل مختلف تسعى قيادات الجنوب إلى بنائه على أسس صلبة. وبينما تستمر العمليات بإيقاعها المتصاعد، تتعاظم التوقعات بأن الأيام القادمة ستحمل الكثير من التحولات التي تفتح أبواب مرحلة جديدة أكثر أمناً وتوازناً، عنوانها الواثق هو الانتقال نحو غدٍ أكثر وضوحاً وإشراقاً.
وهكذا، يمضي المشهد في مساره المرسوم بثقة متزايدة، وسط تطلعات واسعة بأن يكون القادم أفضل، وأن تحمل المرحلة المقبلة بشائر استقرار ينشده الجميع، ورؤية تتشكل ملامحها بوضوح مع كل خطوة جديدة على الأرض