القضية الجنوبية إلى أين ؟؟؟

الأربعاء - 01 يناير 2025 - الساعة 05:32 م

الكاتب: نادر العولقي - ارشيف الكاتب

القضية الجنوبية في اليمن تشكل منعطف سياسي وهي إحدى التحديات السياسية والإقتصادية الأكثر تعقيداً في المنطقة فمنذ إنطلاق الحراك الجنوبي في 200‪7
ضد نظام عفاش ووصولاً إلى تشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي في عام 201‪7 عبر إعلان عدن التاريخي إجتاحت بلادنا موجة من المتغيرات السياسية المتتالية في ظل الصراع السياسي الإقليمي القائم في تلك الفترة.

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه حالياً وهو "القضية الجنوبية إلى أين؟" وهذا السؤال مطروح على طاولة الإنتقالي للإجابة عليه لكونه يدعي أحقيته بتمثيل القضية الجنوبية وإن غابت الإجابة او لا توجد لديهم إجابة لعل الأسباب هي :-
أولاً - غياب مفهوم العمل السياسي :
والعمل السياسي هو التأثير في القرار السياسي والمشاركة السياسية الفعالة وتشكيل السياسات العامة في دولة أو مجتمع ما وهذا ما يفتقد إليه الإنتقالي منذُ تأسيسه.

ثانياً - حصر القضية الجنوبية داخل الإنتقالي دون باقي المكونات الجنوبية الأخرى :
هذا أحد أكبر وأبرز الأخطاء التي وقعنا فيها شعورياً أو لا شعورياً وهو قيامنا بـحـصـر القضية الجنوبية داخل حزب سياسي في بلد تتعدد فيه التوجهات السياسية وعدم الإلتفات لبقية الأحزاب أو التشاور معها متجاهلين أهمية الحوارات السياسية في صنع القرار السياسي.

ثالثاً - فقدان القرار السياسي :
إن أي عمل سياسي بدون وجود قرار في يدك يضعك ألعوبة بيد الآخرين فيمكنهم من تحقيق مصالحهم على حسابك فتجد نفسك عاجزاً عن فعل شيء ولهذا يهرب أنصار وقيادات الإنتقالي إلى تمويهات الشعارات والخطابات الرنانة البعيدة كل البُعد عن الواقع متجاهلين معها معاناة شعبهم.

رابعاً - تغليب المصلحة الشخصية على المصالح الوطنية العليا : وهذه أم الكوارث فنجد قيادات الصف الأول في المجلس الإنتقالي الجنوبي تعمل لمصالحها الشخصية متجاهلين تلك القاعدة الإدارية التي تقول إن تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة يؤدي إلى فشل المشروعات ونحن بدورنا كنا نتمنى إستغلال فرصة تاريخية لن تتكرر لكن أفلتت من يديكم ولم يعد هناك المزيد من الوقت لإشباع بطونكم على حساب هذا الشعب.

خامساً - الإستفراد بالقرار :
إن التحكم المطلق في إتخاذ القرارات السياسية دون تشارك أو مشاركة الآخرين كارثة حقيقية ويجب أن تفهم قيادات الإنتقالي أن التفرد بالقرار بمصير شعب بأكمله له عواقب وخيمة على المستقبل السياسي للبلاد مثل فقدان الثقة في المؤسسات السياسية وزيادة التوترات السياسية والإجتماعية وقلة الإستقرار السياسي و إنتهاك حقوق الإنسان وتعزيز الفساد السياسي وقلة المشاركة الشعبية في إتخاذ القرارات.

سادساً - عدم سماع أصوات العقلاء : هناك أصوات وطنية حريصة تنادي بالتصحيح منذ بداية إنحراف المجلس الإنتقالي الجنوبي عن إعلان عدن التاريخي وليس الأصوات التي تريد إعادة جذور البديل السابق الذي انطلقت الثورة الجنوبية في 7-7-2007 من أجل التخلص منه فتم تجاهل تلك الأصوات تجاهل مؤلم.

سابعاً - الإنفصام السياسي : ظاهرة سياسية تتميز بالإنقسام الداخلي في المجتمع أو الحزب أو المؤسسة السياسية مما يؤدي إلى ضعف الحوار السياسي.

ثامناً - غياب الشفافية السياسية : الشفافية السياسية هي إتاحة المعلومات والبيانات والمعايير والعمليات السياسية والخطط السياسية التي تقوم بها المؤسسة السياسية للجمهور (الشعب) دون قيود أو تحيز وتعزز من المساءلة السياسية وهذا لا يوجد في قاموس المجلس الإنتقالي.

هناك بعض الحلول التي قد تساهم في تصحيح بعض الأخطاء في مسار #القضية_الجنوبية وهي تعزيز الوعي السياسي والمشاركة الشعبية في إتخاذ القرارات السياسية وتعزيز الإعلام الحر ودعم حرية التعبير السياسية فنحن كشعب للأسف ندفع ثمن الأخطاء التي إرتكبها مجموعة من المراهقين السياسيين
ولا نريد لهذا العبث أن يستمر نريد أن نضع له حد.

ختاماً ماكتبته يمثلني ويمثل قناعاتي الشخصية ودمتم بود وسلام

المواطن العاشق لوطنه #نادر_العولقي