اصحوا ياعيال .. اجت عدن بانستقبله جنب البنك

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 08:56 ص

الكاتب: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب

هذا ليس حلما ولا تكهنات ليلى عبداللطيف المشهورة ولا خداع وتضليل مغرض يبحث عن متابعات أو مشاهدات ( ترند ) أنها الحقيقة . الحقيقة التي بدت ملامحها تلوح من بعيد ، من جهة البنك المركزي اليمني المقر الرئيسي عدن ، ملامح عودة عدن ترتسم في وجوه كانت محبطة غاضبة تكاد تنفجر غيضا مما لحق بعدن مدينة السلام والأمان ام المساكين فسيفساء الشرق والغرب هونغ كونغ العرب ، فعدن لم تعد عدن التي ولدنا وترعرعنا فيها بازقتها وشوارعها تعلمنا فيها كل شي جميل النظام والقانون والقيم والأخلاق حتى التحافة والدلع وطريقة ثني المنديل وترتيبه في جيب القميص ومسانات الفوشة واحاسيس مرهفة وذوق رفيع

عدن ياعيال غابت علينا واختفت ملامحها وتغيرت عاداتها فتلوثت بيئتها ألوانها واشكالها واذواقها حتى طعم شرابها وخبزها تغير ، والخدوش في وجهها أفسد ارصفتها أسواقها سواحلها جبالها ، شوارعها المصطفة بنسق الخطين المتوازيين تعرجت لم يعد فيها مربعا أو متوازي الاضلاع صارت الشكل السائد فيها هو حلزوني ملتوي أو شبه المنحرف ، جراحها متعفنة لاتندمل فوضى عارمة ضربت عدن ومزقتها أشلاء بعد أن فقدت وعيها فلم تعد تعرف ملامحها ولا اسمها ولا ذاكرتها
هناك اخبار اليوم بأن عدن ستعود من جديد ، بعد أن فقدناها أكثر من أربعين سنة بعد الاثنين الدامي الذي انفجر فيها فبعثرها في الشوارع ورماها بيد الغرباء بانيابهم ومطالبهم طغوا عليها وغيروا ملامحها وطمسوا معالمها ورسموا صورا باكية في كل مكان

اليوم وبعد أن فقدنا الأمل بالعثور عليها بين المدن وبعد أن تغيرت معالمها وتبدلت عاداتها وتقاليدها ودب فيها داء العشوائيات في الحياة العامة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا وفنيا وادبيا وذوقيا بزغ فيها شعاع خافت يلوح من مسافات بعيدة يكاد سناه يصل إليها عبر فرض النظام والقانون من جديد ولمعان بريق عصا التغيير الضاربة بيد من حديد جاءت من خلف المحيط لطمتها وصلت عن بعد إلى كل مفصل من مفاصلها المختلة لتعيدها إلى صوابها بالحب والا بالصميل

عدن اجت ياعيال تعالوا نراعي له جنب البنك فالبنك عنوانها الجديد الاقتصادي ووجهها الذي اشرق ، فالاقتصاد والتجارة والترانزيت والاستيراد والتصدير والوكالات العالمية عدن وفي عدن ، احملوا سلاحكم الذهبي ياعيال وقذائف الزينة الملونة محافظين على تعليمات جدة امون والحاج عبدالله ، هذي عدن ياعيال رجعت ولازم نستقبله رتبوا نفوسكم وتجهزوا ، لما توصل تكونوا جاهزين اوبهوا تخزوا بنحن بايقولوا علينا عيال ذي الايام عطايل ماينفعوش ببيستين زروا نفوسكم ، عدن تشتي تعليم وفكر ، شرف واخلاق ، نظافة ونزاهة ، لياقة بدنية وعقل ، عدن تشتي شغل رجال ، علشان آباءنا وأجدادنا يقولوا شباش عليكم ياعيال والله نعم التربية ربتكم عدن وربيناكم ، هيا قوموا ولعد نشتي شاب جالس بالدكة مخزن ، الخميس والا الجمعة بانكون نعمل مقيل بديوان الحافة ، معد نشتيش سافين ولا ملخجين ، عدن باترجع زي زمان ، شوفوا العيال اللي جالسين بالدكة اللي تخرجوا من الجامعات قبل فترة قولوا لهم يراجعوا اللي درسونه بالكلية باتحتاج لهم عدن اليوم ، ياعيال اسمعوا عمكم جمال ، قوموا تحركشوا الجلسة مامنه فائدة روحوا ميناء الدكة والا المصافي والا الدوكيار والا روحوا ابين مزارع القطن والا الدواجن بلحج الخير بكل مكان

ماعاد نشتيش عشوائيات ولا فوضى ولا بلطجة بايرجع العسكري بيده البامبوا والشابوك وبايساني اللي عاده يشتي يتعاوج ماعاد نشتيش كلاشنكوف العصا تكفي والزرة هي من التربية مش من الكلاشنكوف

اليوم البنك صحى وقال للسرق والنصابين خلاص انتهى عهد الهمببة واللطش والدور والباقي عليكم ياعيال كل واحد منكم هو وتعليمه يساعد البنك باللي يقدر عليه والأجهزة الأمنية تحتاج لكم بفرض النظام والقانون ، حسكم نصحي الصبح نلاقي البنك وحده بلا رجال ، بعدين يتوالموا عله الهنافيل السرق مرة ثانية وتطفش عدن بسببكم وتغادر مرة ثانية لانه مالاقت رجال يوقفوا معه
اندكه عدن رجعت ايش عاد باقي معاكم من عذر ، قعوا رجال واوقفوا جنبه لمن تخرج من أزمته وتتجاوز مرحلة الخطر ، شوفوا الطواهيش والمتهمببين مراعين له كذا بس لما ترقدوا والا ترجعوا تدكوا في الأركان بالقات والحوت لما الفجر وهم بايشوفوا شغلهم وبعدين بانقول ياريت وكلمة ياريت عمره ماكانت بتعمر بيت

باتصحوا وباتقعوا رجال والا كيف ياعيال
الله الله بعدن ياعيال ياشباب .. عدن باترجع زي زمان وافضل ايش ينقصها معانا شباب زي الفل والا يمكن معد فيش رجال صاحيين ، كلهم مخزنين قات مساطيل وحق صرفه