استفادة متبادلة أم تضارب مصالح؟
لماذا أطلقت إيران صار وخاً انشـ،طارياً من اليمن؟
الإثنين - 25 أغسطس 2025 - 11:30 م
صوت العاصمة | خاص | حسام ردمان
شهدت القضية الفلسطينية تطورات سياسية إيجابية خلال الأسبوع الماضي، أبرزها موافقة حركة حماس على مقترح ويتكوف لوقف الحرب، وتجديد الزخم حول المبادرة العربية لإعادة الإعمار وحل الدولتين. كما زادت الضغوط الداخلية في إسرائيل على حكومة نتنياهو للقبول بصفقة تبادل الأسرى.
هذه التطورات وضعت نتنياهو في مأزق، لكنه وجد مخرجاً كالعادة في صاروخ حوثي يخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ما ساهم في تحويل الأنظار عن الأوضاع في غزة وتوجيهها نحو التهديدات الأمنية من اليمن.
💢تصعيد إيراني-إسرائيلي بالوكالة
بدأت التوترات عندما قصف الجيش الإسرائيلي مواقع مدنية في صنعاء بتاريخ 17 أغسطس، بهدف استفزاز الحوثيين. وجاء الرد الحوثي بعد أيام بإطلاق صاروخ باليستي انشطاري، ما دفع إسرائيل للرد بغارات جوية على صنعاء، شملت القصر الجمهوري.
رغم أن إسرائيل تستفيد دائمًا من تصعيد الحوثيين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تدرك إيران والحوثيون هذه الحقيقة؟
في الماضي، كان يمكن تفسير سلوكهم على أنه سوء تقدير، لكن الهجوم الأخير بصاروخ محرم دوليًا يظهر أنه سلوك مقصود، خصوصاً أنه تزامن مع تصريحات إيرانية كاشفة، مثل:
* تصريح خامنئي بأن إيران لن تخضع لأمريكا.
* إعلان وزير الدفاع الإيراني عن بناء مصانع سلاح في المنطقة.
* تأكيد لاريجاني على مواصلة طهران دعم الفصائل المسلحة.
من المرجح أن طهران تسعى لإثبات قوة ردعها من خلال الحوثيين عبر إطلاق صاروخ انشطاري، بهدف استدراج إسرائيل وربما الولايات المتحدة إلى حرب بالوكالة في اليمن بدلاً من المواجهة المباشرة.
💢استراتيجية إيرانية لتعطيل الحل في غزة
لقد نجحت طهران في الحفاظ على "وحدة الساحات" عبر الهجمات الحوثية، لكن يبدو أن وظيفة "جبهة الإسناد اليمنية" قد تغيرت. لم يعد الهدف دعم المقاومة فقط، بل إعاقة أي تسوية سياسية يتم إبرامها بعيداً عن النفوذ الإيراني.
هذا التحليل يؤكده عدة شواهد، أهمها:
* التصعيد الإعلامي الحوثي ضد الدول العربية، وخاصة مصر، التي نجحت في تليين موقف حماس.
* إصرار إيران على ضرورة ضمان أمنها القومي وبرنامجها النووي ونفوذها الإقليمي قبل إنهاء الحرب في غزة.
بالنسبة لطهران، استمرار المعاناة في غزة يُبقي الدول العربية منشغلة في احتواء التوترات الإقليمية، مما يجعل مواقفها تتقارب مع إيران دون تقديم تنازلات.
في الأسابيع القادمة، سيتضح ما إذا كانت طهران ستواصل مساعيها لتعطيل أي صفقة في غزة بالتنسيق مع نتنياهو، بهدف الوصول إلى صفقة إقليمية أوسع. هذا الأمر قد يتطلب من الأطراف العربية والدولية إعادة التفكير في أولوياتها، حيث إن إنهاء التهديد الحوثي في اليمن أصبح شرطاً لوقف الحرب في غزة، وليس العكس.