أخبار دولية



سنوات من الـ.ـحرب.. لماذا فشلت أوكرانيا في تحييد القـ.ـنابل الروسية؟

الأربعاء - 19 نوفمبر 2025 - 01:49 ص

سنوات من الـ.ـحرب.. لماذا فشلت أوكرانيا في تحييد القـ.ـنابل الروسية؟

صوت العاصمة : CNN




تواجه أوكرانيا تحديًا عسكريًا متسارعًا مع توسع استخدام روسيا للقنابل الانزلاقية المجهزة بأنظمة UMPK، وهي ذخائر منخفضة التكلفة تعتمد على قنابل الحقبة السوفيتية، جرى تحويلها إلى أسلحة دقيقة تُطلق من مسافات آمنة. 

ورغم التقنيات الغربية والدعم العسكري الهائل لكييف، تبدو القدرة على تحييد هذا السلاح محدودة؛ فخلال ثلاث سنوات، تحوّلت هذه القنابل إلى أحد أبرز عوامل تفوق القوات الروسية في الخطوط الأمامية، لا سيما في أفدييفكا وخاركيف.

سلاح رخيص وفعال يعيد رسم المعادلة

وفقًا لنائب رئيس الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، تهدف موسكو إلى إنتاج 120 ألف قنبلة انزلاقية موجهة بنهاية 2025، بمعدل إطلاق يومي يتراوح بين 200 و250 قنبلة. 

ويعتمد معظم هذا المخزون على قنابل الجاذبية السوفيتية من طراز FAB، بعد تزويدها بمجموعات UMPK التي تضيف أجنحة انزلاقية ووحدات ملاحة بسيطة عبر الأقمار الصناعية.



بدأ ظهور UMPK مطلع 2023، بمدى أولي بلغ 40–50 كيلومترًا، سرعان ما تطور إلى 70 كيلومترًا مع تحديثات الانزلاق. وفي مراحل لاحقة، حصلت الطائرات الروسية، خصوصًا سو-34، على برمجيات تسمح بالإطلاق من أي مناورة تقريبًا، وبنثر أربع قنابل دفعة واحدة.

تزامن ذلك مع زيادة الإنتاج في 2024، حيث ضاعفت روسيا تصنيع قنابل FAB-500 وFAB-1500، وبدأت الإنتاج الضخم لـ FAB-3000 التي تزن ثلاثة أطنان.

 ومع بداية 2024، سجلت أوكرانيا أيامًا تعرضت فيها لأكثر من 130 ضربة واحدة بالقنابل الانزلاقية.

تُعد هذه الترسانة منخفضة التكلفة مقارنة بصواريخ كروز، وتُطلق من مسافات خارج مجال الدفاعات الجوية الأوكرانية، مما يجعل اعتراضها مهمة شبه مستحيلة.

حرب إلكترونية بلا دفاع جوي مناسب

يُجمع الخبراء على أن السبب الرئيس في فشل أوكرانيا بتحييد قنابل UMPK يعود إلى غياب نظام دفاع جوي مصمم لاعتراض ذخائر منخفضة البصمة؛ فالقنبلة تعكس إشارات حرارية ورادارية محدودة، وتستغرق وقتًا قصيرًا جدًا في الطيران، ما يجعل اكتشافها وإسقاطها صعبًا.

الحل الأكثر فاعلية حتى الآن كان الحرب الإلكترونية، إذ طورت كييف محطات تشويش محمولة تُعطل إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية. 



وقد أدى ذلك في مطلع 2025 إلى انخفاض كبير في دقة القنابل، كما أشارت قناة "فايتر بومبر" الروسية التي اعترفت بأن "القنابل لم تعد تصيب الأهداف".

لكن روسيا سارعت لمعالجة هذا الخلل عبر إدخال نسخة محسّنة من نظام الملاحة Kometa في ربيع 2025، في محاولة لاستعادة الدقة المفقودة. 

ومن المتوقع أن تطور أوكرانيا تكتيكات جديدة لإرباك النسخة المطورة، في حلقة مستمرة من حرب إلكترونية متبادلة.

الأكثر خطورة هو انتقال روسيا إلى تطوير قنابل انزلاقية بعيدة المدى مثل UMPB-5، وهي قنبلة 250 كغم مزودة بمحرك نفاث أو صاروخي، قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر عند إطلاقها من راجمات Tornado-S، ما يحولها فعليًا إلى صاروخ كروز منخفض التكلفة.

وقد ظهرت بالفعل ضربات على مسافات 120–150 كيلومترًا قرب نيكولاي وأوديسا.

الإنتاج الضخم يحسم المعادلة

حتى لو طورت أوكرانيا قدرات تشويش أكثر تقدمًا، تبقى مشكلة الإنتاج الضخم الروسية هي العامل الأكثر حسماً، فروسيا تعتمد على نموذج "الإغراق بالنيران"، وهو تصنيع قنابل رخيصة بكميات هائلة وإطلاقها بكثافة تفوق قدرة أوكرانيا على التعامل معها؛ وعندما تكون تكلفة القنبلة جزءًا ضئيلًا من تكلفة صاروخ الدفاع الجوي اللازم لاعتراضها، تصبح أي محاولة لاصطيادها اقتصاديًا غير مستدامة.

إضافة إلى ذلك، تتيح السرعة في تطوير نسخ محسنة، مثل Kometa الجديدة — لموسكو تجاوز إجراءات التشويش الأوكرانية خلال أسابيع، ما يطيل أمد تفوقها الجوي التكتيكي.



ويرى خبراء أن نجاح روسيا في أفدييفكا ومناطق أخرى ارتبط بشكل مباشر بقدرتها على إسقاط مئات القنابل الانزلاقية يوميًا على مراكز القيادة والتحصينات؛ ودون مظلة دفاعية مناسبة، تجد القوات الأوكرانية نفسها في مواجهة سلاح رخيص، متجدد، وصعب الاعتراض.

فبعد نحو 4 سنوات من الحرب، يُظهر مسار UMPK أن التفوق لا يتطلب دائمًا أسلحة متطورة أو باهظة الثمن؛ فروسيا أعادت تدوير ترسانة قديمة بتقنيات حديثة وتركيز على الإنتاج الضخم، بينما تواجه أوكرانيا حدود قدرتها على الدفاع أمام موجات متزايدة من الذخائر الدقيقة منخفضة التكلفة.

ورغم النجاحات التي حققتها الحرب الإلكترونية الأوكرانية، فإن موسكو تواصل تطوير نسخ جديدة، فيما تبقى كييف عاجزة عن بناء مظلة دفاع جوي مصممة خصيصًا لمواجهة هذه القنابل.



الأكثر زيارة


صرف مرتبات سبتمبر اليوم .

الثلاثاء/18/نوفمبر/2025 - 11:21 ص

أعلنت نقابة المعلمين في تعز، عن وصول إشعارات مرتبات موظفي مكاتب السلطة المحلية، بما في ذلك المعلمون والتربويون، الخاصة بشهر سبتمبر. وأوضح أمين عام الن


أول تحرك لرئيس الحكومة عقب وصوله إلى عدن.

الثلاثاء/18/نوفمبر/2025 - 09:03 م

عقد رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، اليوم الثلاثاء، في العاصمة عدن، جلسة مباحثات مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هامي


المهدي المنتظر" في قبضة الشرطة بعد مطاردة أمنية مثيرة !.

الثلاثاء/18/نوفمبر/2025 - 02:49 ص

ألقت قوات محلية مسلحة سودانية في كسلا القبض على شخص يدعي النبوة ويزعم أنه "المهدي المنتظر"، وذلك عقب مطاردة أمنية مثيرة. وتمكنت قوات الحركة الوطنية لل


الجالية الجنوبية والعربية تودع الشاب رعد الصولاني إلى مثواه .

الأربعاء/19/نوفمبر/2025 - 01:33 ص

في مشهد جنائزي مهيب تختلط فيه الدموع بالأسى ، ودعت الجالية الجنوبية في ولاية لوزيانا الأمريكية ظهر يوم أمس الثلاثاء الموافق 18 نوفمبر 2025م ، نجل رئيس