اعتصم العشرات من ملاك ومنتفعي أراضي بئر فضل بلوك ٣ ٤ صباح اليوم أمام مجمع المحاكم في مديرية صيرة بالعاصمة عدن، يطالبون القضاء بإنصافهم من نافذي حرب صيف ١٩٩٤، الذين يسعون بالبسط والسيطرة على أراضيهم في المساحة العسكرية، المصروفة لهم منذ بداية التسعينات.
وجاء هذا بعد أن استغل منتصرو الحرب نفوذهم للسلب والبسط على أملاك ومنازل وأراضي الجنوبيين في عدن، وما يزيد الوضع تعقيداً هو نفوذ المتنفذين "باعوضه والقفيش" داخل القضاء، حيث يُعزف عن الاستماع إلى الملاك والمنتفعين الشرعيين والقانونيين بقدر ما يُسمع ويُنصت إلى المتنفذين وغير الشرعيين، وفقاً لأحاديث بعض المحامين الذين يواجهون مشاكل مع بعض القضاة بسبب التدخلات من خارج القضاء.
وردد المواطنون الملاك والمنتفعون الشرعيون شعارات طالبوا بإنصافهم ورفعوا ولافتات كتب عليها: "نطالب الرئيس عيدروس الزبيدي ورئيس هيئة الأراضي بالتدخل ورفع الظلم عنا وتمكيننا من أرضنا"، إضافة إلى القول: "نحن ملاك مخطط (3 و 4) جيش بئر فضل وأصحاب الحق ولن نترك حقنا لأي نافذ ونطالب سلطات القضاء إنصافنا"، كما طالبوا بالإنصاف من بطش النافذين، مؤكدين أن قضية أراضي بئر فضل هي "ظلم سنوات ومعاناة طويلة!".
وخاطب المواطنون المتظاهرين أمام المحكمة القضاء بكل اللغات حتى بالشعر على غرار: "يا قاضي المحكمة طالت ليالي الظلم، فهل هناك من يلبس ثياب المعتصم".
كما أكدوا أن كل الخبراء والمؤسسات والجهات وكل الشرائع والقوانين السماوية والأرضية تعترف بأن الأرض لهم، متسائلين عن سبب عدم رفع ظلم الفساد والابتزاز عن أملاكهم، وطالبوا بالإنصاف بعد أن طالت سنوات معاناتهم في مواجهة النافذين الذين نصبوا أعينهم على أملاكهم.
ورغم كل الحجج والوثائق القانونية والتقنيدات التي قدمها الملاك عبر محاميهم، والتي تؤكد أحقيتهم بما لا يدع مجالاً للشك، إلا أن القاضي لم يُعطِ أي مجال للدفاع أو السماح للخبراء بالحديث وكشف ملابسات وتداعيات مساعي النافذين للاستيلاء على أراضي المواطنين، حيث حضر مدير المساحة العسكرية السابق وغيره من الشخصيات المتعلقة بهذه الأراضي وما يُبطل ما يسعى إليه النافذون.
وتكشف الوثائق أن تداعيات حرب ١٩٩٤ على الجنوب والجنوبيين لم تنتهِ ولا زالت مستمرة حتى اليوم، وكل المشاكل التي تجري اليوم هي من تداعيات المشاكل التي أسس لها الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح الذي حاول تكريم المشاركين في حرب ١٩٩٤ وصرف لهم أراضٍ قد تم صرفها لعسكريين و مدنيين من ابناء الجنوب في وقت سابق.
ومع أن توجيهات صالح اقرت بتنفيذيها إذا لم يوجد فيها اي مانع قانوني أو شرعي، إلا أن أراضي بلوك ٣ ٤ في بئر فضل يوجد بها هذا المانع الشرعي والقانوني؛ ولذلك لم تُطبّق هذه التوجيهات ابان حكم سلطة وجبروت صالح نظراً لأنها قد تم صرفها من قبل لضباط الجيش الجنوبيين من قبل المساحة العسكرية، وهو ما يُعطي الملاك المواطنين أحقيتهم كونهم لديهم عقود موثقة ومعتمدة من المساحة العسكرية وهيئة الأراضي والإسكان.



